100%
حوار/ علي السومري
صدح صوته للمرة الأولى أمام أبيه وهو طفل، لمع نجمه في المدرسة الابتدائية، سمعه الفنان الراحل رياض أحمد، حين كان صغيرًا وأُعجب بصوته آنذاك. قدّم لبرنامج (خطى النجوم) في بداية مشواره الفني، وأعجبت به اللجنة. أحبهُ الملحن الراحل محسن فرحان. قدم لبرنامج (ذا ڤويس)، وصوّت له كاظم الساهر وصابر الرباعي وعاصي الحلاني وشيرين عبد الوهاب.
إنه الفنان عدنان بريسم، صاحب الخامة الفريدة، والثقافة الفنية، والملحن الموهوب، "الشبكة العراقية"، ومن أجل تسليط الضوء على سيرته الإبداعية، أجرت معه حوارًا ابتدأناه بسؤال:
* أنت الآن تقطف ثمار البدايات، أولى مراحل دخولك عالم الموسيقى والغناء، هلا حدثتنا عن خطواتك الأولى في هذا العالم، ومن الذي أمسك بيدك في أول الدرب؟
- أولى خطواتي بدأت في منزلنا، حيث كان والدي يحب أن يسمع أطوار الغناء الجنوبية. وكان هو أول الداعمين لي في مسيرتي الفنية، وأول من اشترى لي آلة العود. في منزلنا بدأت حكاية الغناء معي، مروراً بالمدرسة وبرنامج (على خطى النجوم) وبرنامج (ذا ڤويس).
* ما الذي أضافته مشاركتك في برنامج (the voice)، وهل تعدها لحظة انطلاقك إلى العالم العربي؟
- جزء كبير من جمهوري اليوم جاء من برنامج (ذا ڤويس)، وإلى اليوم أقدّم في المحافل كأحد نجوم هذا البرنامج. وللآن يطلب مني الجمهور الأغاني التي غنيتها في البرنامج، مثل (عمري ما گلت للناس) و(دخيل الله)، بسبب محبة الجمهور لتلك الأغاني.
* حققت أغنياتك نجاحات كبيرة، ومشاهدات كثيرة، لكنها بقيت في نطاقها المحلي، ما السبب؟
- غالبية أعمالي الغنائية التي أسجلها لا أقوم بالترويج لها في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يكون هذا سببًا مهمًا في ضعف وصولها إلى جزء كبير من الجمهور. كما لم تتوفر لي حتى الآن فرصة تعامل مع شركة إنتاج جيدة تملك الأدوات التي تسهم بإيصال الأغنية إلى أكبر عدد من الجمهور.
* لما تملكه من خامة صوتية فريدة، وإحساس قوي، وثقافة موسيقية جيدة، توقع العديد من المتابعين للشأن الفني أن تكون مسيرتك مشابهة لمسيرة الفنانين كاظم الساهر وماجد المهندس، ما الذي تحتاجه لتكون صوت العراق في المحافل الدولية؟
- لكل فنان مجتهد طموح لا نهائي نحو النجومية. لكن الطريق إلى النجومية طويل، حسب رأيي. ويحتاج إلى مقومات عديدة غير الإمكانيات الفردية. المحاولة مستمرة والطموح لا ينتهي لأداء أغانٍ تترك أثرها على مستوى النص الغنائي واللحني والصوتي.
* هل أنت راضٍ عما قدمته من أعمال غنائية، لحنًا ونصًّا، أم أنك مضطر لتقديم ما يرضي جمهورًا معينًا؟
- أحاول دائمًا أن أقدم الأغاني التي أحبها، التي أحسّها تمثل جزءًا من ذائقتي الغنائية. ولكن لأكون صريحًاً أكثر، فإن هنالك ذائقة غنائية أخرى، هي ذائقة الجمهور، التي اليوم تميل للأغنية السريعة والبسيطة. وهنالك محاولات في خوض هذه التجربة بتقديم مثل هذه الأغاني، توفق بين معاييري ومعايير الأغنية السريعة.
* للملحن الكبير الراحل محسن فرحان رأي بتجربتك، أشاد فيه بأصالة صوتك وقدرته على الوصول للمتلقي، شريطة الالتزام بنوع ما تقدمه من أعمال، ما رأيك؟
- للراحل محسن فرحان ذكرى أعتز بها طوال حياتي. عندما قدمت إلى برنامج (على خطى النجوم) قال لي، بعد سماع صوتي: "لو كنت موجودًا في زمان تلحيني، لما قدّمت كل ألحاني إلى صوت غير صوتك." وكان ذلك بحضور الملحن الراحل طالب القرغولي، والفنان الراحل فؤاد سالم، والفنانة أمل خضير، والفنان الراحل يحيى إدريس. كلمات محسن فرحان بحقي، حتى اليوم، أحسبها أكبر من فوزي ببرنامج على خطى النجوم. وليومي هذا أحسبها مسؤولية وأمانة أحاول من خلالها أن أكون على قدر تلك الكلمات.
* هل يمكن للفن الملتزم تحقيق نجاحات كبيرة؟ أم أن ضريبة (الشهرة) تستدعي الإسفاف أحيانًا؟
- بالطبع هنالك إمكانية لنجاح الفن الملتزم، بالتالي يبقى هو جوهر الفن. ولكن هنالك صعوبات تصاحب ذلك، إحدى أهم تلك الصعوبات هي شركات الإنتاج المحترفة الداعمة لذلك الفن. فالشهرة شيء والفن يبقى شيئًا أكبر من الشهرة. سيد درويش ومحمد القبانجي ومحمد عبد الوهاب وطالب القرغولي ليومنا هذا نتأمل ألحانهم وأصواتهم خارج كل معايير الشهرة.
* كيف تقيّم اللّحنية العراقية اليوم، وما سبب تشابه غالبية الأغاني العراقية الشبابية؟
- جزء كبير من الألحان العراقية اليوم يأتي استجابة لنمط معين، نجح في الوصول إلى شريحة واسعة، وهو خارج حتى على ذوق الجمهور العراقي. لكن ما يؤسف في ذلك هو التكرار والتقليد لهذا النمط، دون محاولة تجريب أنماط أخرى قد تلاقي نفس النجاح والانتشار. وهذا مؤشر أحسبه سلبيًا ويدل على ضعف المخيلة اللحنية. على المستوى الشخصي بدأت فعليًا في التلحين، وهنالك تعاون قريب بيني وبين الفنان محمد عبد الجبار، ومحطات تعاون أخرى قريبة في الأفق.
* من من الملحنين تمنيت أن يقدموا لك ألحانًا، أعني من الراحلين أو الموجودين الآن، محليًا وعربيًا؟
- هنالك ملحنان تلاحقني أطيافها اللحنية في كل مكان، هما محمد عبد الوهاب وطالب القرغولي.
* قدمت حفلات خارج العراق، كيف وجدت المتلقي هناك؟ وهل هناك أغنية محددة يطلبها الجمهور منك؟
- المتلقي العربي محب للأغاني العراقية، هذا ما لمسته في أغلب مشاركاتي في المحافل العربية. أغاني الفلكلور العراقي غنية، والمتلقي العربي يتذوقها بشكل جيد، ويكاد يكون يعرفها مثلما يعرفها السمّيع العراقي. أما على مستوى أغنياتي، فإن لأغنية (حجارة حجارة لميته) النصيب الأكبر في طلبات الجمهور العربي.
* هل أنتَ مع احتكار الشركات للفنانين العراقيين؟ حدثنا عن سلبياته وإيجابياته؟
- وجود الشركات الغنائية الاحترافية أمر مهم، ونحن اليوم بأمس الحاجة لتلك الشركات. هنالك العديد من المواهب الغنائية بحاجة لشركات احترافية تقوم بجميع الترتيبات اللازمة لصناعة أغنية متكاملة، أغنية تتلاءم مع المواصفات الفنية.