ناديا مراد.. الخاتون التي استحقت جائزة نوبل

بانوراما

ناديا مراد.. الخاتون التي استحقت جائزة نوبل
100%

ناديا العراقية، ابنة "قرية كوجو" تنال جائزة نوبل للسلام مناصفة مع طبيب النساء الكونغولي دنيس مكويغي “تقديراً لجهودهما التي استهدفت القضاء على استخدام العنف الجنسي ضد المرأة كسلاح في الحروب”، هذا ما أعلنته لجنة نوبل للسلام في العاصمة النرويجية، أوسلو.

على امتداد التاريخ كانت المرأة هدفاً للغزاة، فاستباحتها مقترنة باستباحة الأوطان، وانتهاك جسدها مرتبطاً بانتهاك أراضيها. ولذا اقترن جسد المرأة بشرف الوطن، وحرمته بحرمة حدوده. فاذا استبيحت المرأة فيه استبيح الوطن، وإذا استبيح الوطن استُبيحت نساؤه. وهكذا كانت المرأة هي الهدف الرخو الأول الذي تنتهكه القوات الغازية على مر العصور.

لم تكن ناديا الأيزيدية ناشطة أكاديمية مترفة من خريجات جامعة يال أو أوكسفورد، ولا إحدى نجمات هوليوود اللواتي يقضين أوقات فراغهن في الاستعراضات الإنسانية أمام الكاميرات، بل كانت فتاة بسيطة، ابنة فلاح فقير يحرث حقله كل موسم وهو يرنو إلى النور المنبثق من قباب معبد لالش. ثم فجأة، وفي غفلة من عيون الزمن، استبُيح أهلوها من قبل أبشع الجماعات وحشية في تاريخ العصر الحديث. قُتِل أخوتها مع والدتهم، وسُبيت واستُعبدت وبيعت في أسواق النخاسة كما تباع سَوام الأرض.

كان يمكن لناديا أن تكون كأية ضحية من ضحايا التوحش البشري والعنف الجنسي، تصمت وتستسلم لقدرها، تجترّ آلامها وتشرب دموعها في الظلام إلى أن تنهزم روحها تدريجياً ثم تتلاشى، كان يمكن أن تتغاضى عن ذاتها وتترك جلادها ينهش ما تبقى من روحها وجسدها مستكينة لمصيرها أسوة ببقية السبايا المنسيات في طيات التاريخ، لكن ناديا انتقمت لهن جميعاً، انتقمت من جلادها بصبرها ودموعها، رفضت قدرها وهربت من سجانيها نحو فضاء الحرية لتحمل قضيتها معها إلى محافل العالم، وكانت رسالتها واضحة: أن تكون آخر سبيّة في التاريخ.

لقد كانت ناديا تجسيداً للعراق الذي استبيح جسده فنهض وقاوم، وقاتل فانتصر. كانت استلهاماً لروح العراقيات الصبورات، العصيّات على الذلّ، وتجسيداً لكل تلك الدروس التي قدمتها النسوة العظيمات اللواتي مررن على هذه الأرض، منذ أيام تلك السبيّة الأولى التي واجهت الدواعش الأُوَل ورأس أخيها الشريف محمول على أسنّة الرماح...

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج