السليمانية : خالد إبراهيم /
في خطوةٍ كان ينتظرها أهالي حلبجة الشهيدة منذ سنوات، وقد تحققت، بتحويل مدينتهم رسميًا إلى محافظة ضمن خريطة المحافظات العراقية. المدينة التي نُقشت في الذاكرة الجمعية بسبب المجزرة الكيماوية المروعة عام 1988، أصبحت رمزًا للمعاناة والصمود الإنساني. اليوم يتحول هذا الرمز إلى كيان إداري مستقل، يحمل في طياته أملًا بمستقبلٍ أفضل وتنميةٍ مستحقة. مجلس النواب العراقي صوّت، مؤخرًا، على مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة لتصبح المحافظة رقم (19) في البلاد، بعد أن كانت تتبع إداريًا محافظة السليمانية ضمن الإقليم، ولاقى القرار ترحيبًا واسعًا من رئاسة الجمهورية التي وصفته بأنه "خطوة تاريخية" طال انتظارها. فرحة لا توصف هذا القرار ليس مجرد اعتراف إداري، بل رسالة وفاء لتاريخ مدينة دفعت ثمنًا باهظًا من دماء أبنائها. وللحديث عن أهمية هذا القرار، وأبعاده الإنسانية والإدارية، "الشبكة العراقية" تحدثت مع عدد من الشخصيات الثقافية والتربوية عبر الاستطلاع الآتي: الإعلامي يوسف المندلاوي عبّر عن سعادته الغامرة قائلًا إن "الفرحة لا توصف عندما سمعنا خبر تحويل حلبجة إلى محافظة عراقية كردستانية، وبالرغم من أن القرار جاء متأخرًا، إلا أن ما أفرحني أكثر أن المحافظ امرأة، وأعتقد أنها سابقة في تاريخ المدينة." يضيف المندلاوي أن "ما حدث في حلبجة كان جريمة ضد الإنسانية، وضد كل المواثيق الدولية، ويستحق أهل حلبجة التعويض الكامل، خصوصًا في المجالات الصحية والخدمية والنفسية، كما يجب أن يعاد بناء المدينة بما يليق بتضحياتها." خطوة تأريخية أما التربوي لقمان غريب، فيرى أن هذا القرار هو إنجاز لإقليم كردستان، إذ يقول إن "حلبجة هي لبنة أساسية في الإقليم، ونحن نفتخر بها، وعندما نعود إلى التاريخ، نجدها تعرضت للظلم، حين جرى قصفها بالكيماوي." مشيرًا إلى أن "تلك المرحلة التاريخية كشفت للعالم وحشية واحد من أعتى الأنظمة الديكتاتورية." وأضاف أن "ما تعرض له الكرد من استبداد في عهد النظام الدكتاتوري السابق، يجعل من قرار تحويل حلبجة إلى محافظة خطوة تاريخية تعني الكثير، إذ إن كل كردي يشعر بالفخر اليوم." أما المواطن سيد بشير، فقد عبّر عن شعور الفرح أيضاً قائلًا "نفتخر أن امرأة أصبحت محافظًا لحلبجة، وهذا بحد ذاته يعد تقديرًا لدور المرأة." واصفاً حلبجة بأنها قدمت دماءً غالية ضد الديكتاتورية، ولا يوجد شيء أزكى من الدم، "نتمنى أن تصبح حلبجة محافظة يحترمها الجميع ويقدّرها العالم لما قدمته من تضحيات."