(هل أنت أنا) لجليل البيضاني.. بوح الباشا النبيل

ثقافية

(هل أنت أنا)  لجليل البيضاني.. بوح الباشا النبيل
100%

د. ماجدة السعد/

يصعب عليّ أن أكون محايدة حين أكتب عن الشاعر جليل البيضاني ، وقد تجاهلت كل ألقابه الأخرى – وهي كبيرة ومهمة – لأنني أعتز أيما اعتزاز بأخوته وصداقته وبإنسانيته. فحين نأتي على ذكره يصفه - صديقه منذ عقود - د.سعد الصالحي بـِ «الباشا النبيل»، ولم يسبغ هاتين الصفتين مجتمعتين قط على غير جليل البيضاني. ربما تشي هاتان الصفتان – إضافة الى رفعة خلقه – إلى انتمائه لزمن ماض يتأسى الناس على انقضائه.

وليس شخصه هو فقط ما ينتمي الى الماضي حسب، بل ثقافته العميقة بالتراث العربي القديم التي تضاهي ثقافة المتخصصين فيه أكاديمياً، والتي تسفر عن نفسها في هذا الديوان (هل أنت أنا) من خلال العروض الخليلي وانتقاء المفردات وتشكيل الصور وما يأتي نموذج:

يا دار سلمى سقاك الله فاسقيني .... فما مياه هنا قربي لترويني

وما رضاب التي قد كنت صاحبها ....تحنو قليلاً فتدنو ثم تعطيني

.................

سمٌّ زعاف طعامي حين أمضغه ....زوّادتي قلم في كف مجنون

لله درك عمري كله وجعٌ ....وما برئت وقد جاوزت ستيني

اقتراب النهاية

وأيضا من خلال طبيعة القِيم التي يضخها في موضوعاته التي تمحورت حول المرأة والوطن ومرارة مضي الزمن (اقتراب النهاية) وحول مناجاته لله وخوفه من العقاب ( كما في الصفحات 12و60 و66 و83 ) ربما أكثرها وضوحاً:

أرهقني مشوارك سيدتي

وأعيش الآن كبندول الساعة

حينا تأخذني آثامي

والحين الآخر للإيمان

أبكي لسماع القرآن

والجسد المرسوم على شكل امرأة

يحملني مثل دخان

ويدور ليلقيني

مقتولاً بسهام الشيطان

وهذا المحور الأخير غير مألوف طرحه في الشعر العربي الحديث على نحو اتباعي، مما يؤكد ما ذهبنا إليه من أن هذا الديوان هو امتداد لشخص كاتبه بثقافته التراثية وبعقيدته وفكره وعاطفته وتجاربه . إنه حارس للقيم القارّة بل ممثلها بامتياز.

غنائية سلسة

ولا أظنه يعبأ بما وصلت اليه تجارب الشعر العربي المعاصر أو القيم التي يضخها ويتخطى فيها الثابت والمستقر، ليس استخفافاً، وإنما لأنه لا يبغي من شعره فتحاً بل بوح لما يعتمل في نفسه من حب أو حزن أو غضب بغنائية سلسة ككاتبها :

وطني سروال وعمائم

وهزائم من بعد هزائم

والكل مشاع في وطني...

والكل سبايا وغنائم

وطني أشرعة وسفوح...

وبغايا ...

وذئاب...

وقروح

ولقد ختم الديوان بقصيدة ((مرثية العيد لأمي)) كانت عن أم الشاعر التي أحرقت نفسها حين ارتبط الأب بأخرى، وقد ظلت تطاردني هذه الصورة:

هل نام القمر البصري بعيداً

فلجأت الى النار

لكي يعرف دربه

وكانت هذه مسك الختام .

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج