100%
علي السومري
ما إن أسدل الستار على مهرجان بغداد السينمائي الدولي، حتى شرعت دائرة السينما والمسرح، ونقابة الفنانين، بالاستعداد لإقامة (مهرجان بغداد الدولي للمسرح) بدورته السادسة.
المهرجان الذي انطلق مؤخرًا بحضور حشد من المثقفين والفنانين، من داخل العراق وخارجه، بمشاركة فرق محلية وعربية وأجنبية.
المسرح لا ينسى روّاده، لذلك أطلق على هذه الدورة اسم الفنان الدكتور ميمون الخالدي، احتفاءً بمسيرته الإبداعية المستمرة منذ عقود.
دعم الثقافة
شهد المهرجان، الذي افتتح على قاعة مسرح المنصور في ساحة الاحتفالات، فعاليات عدة، منها (الريد كاربت)، إضافة إلى تقديم عرض فلكلوري للفرقة القومية للفنون الشعبية، كما ألقي فيه عدد من الكلمات للقائمين عليه، وعرض فيلم قصير عن الفنان الراحل إياد الطائي.
عرضت بعدها مسرحية (مأتم السيد الوالد) للمخرج مهند هادي، تمثيل (مرتضى حبيب، وباسم الطيب، وريهام البياتي، وإسراء رفعت).
عن أهمية المهرجان، تحدث رئيسه، الدكتور جبار جودي، نقيب الفنانين، المدير العام لدائرة السينما والمسرح لـ (الشبكة العراقية)، مؤكدًا على أن المسرح العراقي كان، ومازال، في مقدمة المسارح العربية، وما الجوائز التي يحصل عليها إلا خير دليل على ذلك، موضحًا أن هذا المهرجان يأتي استكمالًا لبرنامج واضح لدعم الثقافة والفنون في البلاد، واستمرارًا لمشروع محدد تبنته دائرة السينما والمسرح، بدعم من الحكومة العراقية، مشيدًا بحجم الحضور العربي والأجنبي فيه، من خلال حرصهم على التواجد فيه، مضيفًا أن هذه الدورة سميت بدورة الفنان ميمون الخالدي، تقديرًا لعطائه المسرحي الطويل، بما يعكس التقدير العميق للرموز المسرحية العراقية.
العراق والعالم
فيما قال مدير المهرجان، المخرج حاتم عودة، لـ (الشبكة العراقية): "المهرجانات مهمة لتحريك المشهد المسرحي، وهو ما دأبت عليه دائرة السينما والمسرح من خلال استمرارها بإنتاج العروض المسرحية، والمشاركة في المحافل الدولية." مشيرًا إلى أن هذا المهرجان، جاء ليؤكد على أهمية المسرح، وبقية الفنون، ودوره البارز في خلق مجتمع صحي محلي، وإسهامه في تجسير الهوّة بين العراق والعالم.
توزعت عروض المهرجان بين مسارح العراق، من بينها مسرحي المنصور والرشيد، والمسرح الوطني، بحضور جماهيري حاشد، حيث قدمت الأعمال المشاركة، التي لاقت استحسان الجمهور، الذين اعتبروا المهرجان فرصة للاطلاع على ما وصل إليه المسرحان العربي والأجنبي.
كما شهدت أروقة المهرجان توقيع أكثر من 17 كتابًا كدعم من نقابة الفنانين لدائرة السينما والمسرح.
عروض عربية وأجنبية
قدم المسرح العراقي في المهرجان، إضافة لعرض الافتتاح، ثلاثة أعمال مسرحية، هي: (الطلاق المقدس)، تأليف وإخراج علاء قحطان، و(نحن من وجهة نظر قط)، تأليف وإخراج أنس عبد الصمد، و(المربع الأول)، تأليف وإخراج علي دعيم.
في حين كانت المشاركات العربية، على النحو التالي: فلسطين بمسرحية (ريش)، إخراج شادن أبو العسل، الكويت بمسرحية (غصة عبور)، للمخرج محمد الأنصاري، المغرب بمسرحية (نشرب إذن)، للمخرج خالد الزويشي، تونس بمسرحية (جاكراندا – Call Center Tragedy)، إخراج نزار السعيدي، الإمارات بمسرحية (عرج السواحل)، للمخرج عيسى كايد، لبنان بمسرحية (اثنين بالليل)، تأليف وإخراج سمير حنا.
أما العروض العروض الأجنبية، فكانت: من إيطاليا بمسرحية (الطابق الفارغ)، إخراج والتر مابيني، إسبانيا – المغرب بمسرحية (حديقة الهيسبيريد)، بولندا بمسرحية (الصمت)
تأليف وإخراج بافيل شكوطاك، إيران بمسرحية (جزيئات الفوضى)، تأليف وإخراج إبراهيم پشتكوهي، الهند بمسرحية (نيثي – رقصة النسج)، إخراج ريما كالينغال.
مدينة الضوء
لم يكن المهرجان مجرد عروض مسرحية فحسب، بل ملتقى فكري وفني مفتوح، حيث أقيمت ندوات نقدية وورش عمل متخصصة جمعت النقاد والمخرجين والباحثين من مختلف الدول، في محاولة لتجديد الخطاب المسرحي العربي، وإعادة تعريف دوره في زمن الرقمنة والاضطرابات الاجتماعية.
المشهد في العاصمة بدا مفعمًا بالحياة، وأضواء المسارح، والحشود أمام بوابات العروض، واللغات المتنوعة التي تُسمع في أروقة الندوات. كل ذلك جعل من المهرجان كرنفالًا للمسرح والإنسان، واحتفاءً بجوهر الفن الذي لا ينطفئ، مهما اشتدت التحديات.
وهكذا، تواصل بغداد، عبر مهرجانها الدولي للمسرح، كتابة فصلٍ جديد من قصتها مع الإبداع، لتؤكد أن الحياة لا تزال تُروى على الخشبة، وأن الفن هو اللغة التي لا تموت.