سجى هاشم.. صحفية عراقية تشرف على محتوى إحياء المجتمعات بعد الحرب

قصة نجاح

سجى هاشم.. صحفية عراقية تشرف على محتوى إحياء المجتمعات بعد الحرب
100%

ريا عاصي 

"عراقية لامعة أسهمت في إبراز عراقيات." هكذا يمكن أن تُختصر سيرة سجى هاشم. لم يكن انتماؤها المبكر إلى اتحاد الطلبة العام مجرد نشاط طلابي عابر، بل كان البوابة التي عبرت منها نحو الصحافة، نحو عالم لم تتوقع أن يغيّر مسار حياتها. فتاة صغيرة تبحث عن تجربة جديدة، وجدت نفسها تكتب أول خبر صحفي في دورة للاتحاد، ولم يصدق أحد أن تلك كانت محاولتها الأولى. حتى أن الصحفي علي السراي أبدى دهشته ومنحها فرصة تدريب في جريدة "طريق الشعب"، لتُفتح أمامها أبواب الصحافة عام 2008، وتتحول الكتابة من تجربة أولى إلى مسار حياة. تنقلت سجى بين المؤسسات الإعلامية قبل أن تنهي دراستها الجامعية، مراسلة في قناة السومرية، وفاعلة في مبادرات مثل (أنا عراقي أنا أقرأ) و(بغداد دار السلام). وحين تخرجت عام 2014 في كلية اللغات – جامعة بغداد، كانت قد سبقت زملاءها خبرة وحنكة. في مؤسسة "المدى" تدرجت من متدربة إلى مسؤولة تحرير صفحة الأخبار المحلية، وراحت تكتب وتعد تقارير في النشرة الثقافية، مؤمنة بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل وسيلة للاقتراب من الناس ونقل قضاياهم. التحول الأبرز جاء عام 2017، حين انتقلت إلى الصحافة الرقمية، لتعمل في منصات مثل (يلا) و(لعراق جديد). هناك أدارت حملات واسعة، روت قصص تحرير المدن من داعش، وأطلقت مع فريقها حملة (عراقيات) التي أبرزت أكثر من 500 قصة لنساء عراقيات ملهمات. لم تكتف بسرد الأخبار بل صارت تفكر بالستراتيجيات، تحلل تفاعل الجمهور وتضع خططًا تصل بالصوت العراقي إلى أبعد مدى. جاءت الأمومة لتمنحها تجربة أخرى لا تقل أهمية. أثناء جائحة كورونا وجدت نفسها أمام خيار صعب، فاختارت العائلة دون أن تتخلى عن حلمها. وبعد عامين عادت لتتولى مهمة جديدة في برنامج (تعافي)، تشرف على محتوى يسعى لإحياء المجتمعات بعد الحرب. هناك، تركت بصمة واضحة في مشروع إعادة إعمار معهد الدراسات الموسيقية في بغداد، الجامع بين التراث والحداثة. سجى لم تسلم من التحديات التي تواجه المرأة العاملة، ولاسيما حين تُطلب منها المفاضلة بين العائلة والعمل، لكنها آمنت بأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التوازن، في أن تكوني أمًا وناجحة في آن واحد. اليوم، وهي تكتب وتحرر وتخطط في منصة إعلامية مستقلة، تحمل معها كل خبرة السنوات الماضية، وكل قصة كتبتها، وكل إنجاز حققته. تقول سجى إنها تريد أن تترك أثرًا يفتخر به أولادها، وأن تبقى قريبة من قصص الناس، خصوصًا النساء اللواتي صنعن إنجازات بصمت. رحلتها لم تكن فقط حكاية شخصية، بل مثال على أن الإعلام يمكن أن يكون أداة للتمكين والتغيير، وأن الكلمة قادرة على أن تفتح دروبًا جديدة في بلد يتوق إلى الأمل.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج