أميرة الزبيدي /
تبرز أطياف محمود كقصة كفاح نسوي نادر في الرياضة العراقية؛ لاعبة شاملة، ومدربة فنون قتالية، ووجه مشرق في أكثر من عشر ألعاب رياضية، وبرغم الإنجازات الدولية اللامعة، لا تزال تعاني من الإهمال وقلة الموارد، وتصرّ على أن الرياضة النسوية "مُهمشة ومظلومة إلى حد القهر." إنجازات لا تحصى أطياف محمود أحمد، من مواليد 1994، تحمل شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية، وتُجسّد نموذجًا للرياضية المتعددة المواهب. حائزة على الحزام الأسود (2 دان) في القتال الأعزل، ومدربة فنون قتالية، ولاعبة سابقة في منتخبات العراق للكوشنكاي كراتيه، والمواي تاي، والوشو كونغ فو. شاركت في عشرات البطولات العربية والعالمية، نذكر من إنجازاتها: * المركز الأول في بطولة العرب للكوشنكاي كراتيه في لبنان 2012 و2022. * المركز الثاني في نفس البطولة عام 2017. * المركز الثالث في تونس 2018. * المركز الخامس عالميًا في المواي تاي (تايلند 2013). * وصافة دورة الألعاب الآسيوية (كوريا 2013). * بطولة الجامعات: المركز الأول في تنس الريشة 2022، والمركز الثاني في كرة القدم. * المركز الثاني في بطولة العراق لكرة العابرة 2023. * بطولة الدراجات النارية: المركز الأول على مستوى العراق. كما مثّلت أندية معروفة مثل القوة الجوية، والنفط، والإسكان، وبلادي، لكنها رُفضت في بعض المنتخبات لغياب الدعم المادي من الاتحادات. من الأعظمية كانت البداية تقول أطياف: "بدأت رحلتي من نادي الأعظمية في عام 2009، عبر بوابة الكوشنكاي كراتيه، تحت إشراف المدرب القدير محمد إسماعيل غفوري. والدتي كانت أول الداعمين، تلتها عائلتي التي آمنت بقدراتي." تشير إلى أن المدرب غفوري كان حاسمًا في تطوير مستواها: "كان من النوع الذي يُحدث فارقًا في حياتك من لا شيء. دعمه المعنوي ونصائحه جعلاني أؤمن بأن الانجاز ممكن، برغم المعوقات." وبرغم التفوق في التدريب المحلي، تقول إنها صُدمت عند الذهاب إلى معسكر خارجي، إذ فوجئت بالفارق الكبير في تقنيات اللعب: "ما يُدرّب داخل العراق يختلف تمامًا عما هو معمول به خارجيًا، بسبب تقاعس الاتحادات في إرسال المدربين لدورات تطويرية، وغياب التحديثات." تتابع أطياف حديثها بألم واضح: "شاركت في عشرات البطولات الدولية، وحققت ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، لكن لم أستقر على لعبة معينة، لأن لا دعم ماديًا يضمن استمراري في الرياضة." تؤكد أن هذا التشتت سببه الفقر المؤسسي: "كان طموحي أن أحقق المركز الأول عالميًا، لكن قلة الإمكانات منعتني، وحتى الوقت الذي يُفترض أن يُخصص للراحة والتفرغ، كنت أعوضه بجهد شخصي." وتستذكر أول إنجازاتها العربية عام 2012 قائلة: "عندما أحرزت المركز الأول في بطولة العرب للكوشنكاي، شعرت أنني أملك الكون… شعور لا يوصف، رفعت علم بلدي وكرّمت عائلتي." صرخة لاعبة تفتح أطياف قلبها لتقول الحقيقة بلا مواربة: "الرياضة النسوية مهمّشة بشكل كبير. أبسط حقوقنا مسلوبة، وأغلبنا يصرف راتبه من العمل الخاص على التدريب والمعسكرات. في أحد الأندية كنت أتقاضى راتبًا فقط أربعة أشهر بالسنة، ومقداره 250 ألف دينار في الشهر!" تضيف: "أما رواتب الاتحادات، فهي لا تذكر: 145 إلى 200 ألف دينار فقط، هذا إن وُجدت. ومع هذا الوضع، أحاول قدر المستطاع الاستعداد للاستحقاقات المقبلة بإمكانياتي البسيطة." تختتم حديثها بنبرة صلبة: "برغم غياب أبسط مقومات الدعم، شاركت في معسكرات تدريبية وحققت إنجازات خلال أيام لا تتجاوز العشرة! أنا لا أحتاج سوى فرصة حقيقية ودعم يحترم المرأة الرياضية."