100%
خضير الحميري
من العبارات التي حفظناها وبدأنا نتوقع ما بعدها في البرامج الحوارية ذات الطابع السياسي، ويبدو لي أن مقدمي البرامج يشعرون بالإحباط، وأن الحلقة دون المستوى، ما لم ترد فيها هذه العبارة وشبيهاتها. ولا يغرّنكم انفعالهم في إيقاف المتخاصمين وطلب الهدوء، فهم في قرارة أنفسهم يتمنون المزيد من (اللاتقاطعني) و(ما أسمحلك) و(اعرف حدودك) و(آني إلك بالطلعة)..
وغالبًا ما يكون مقدم البرنامج متأكدًا من وصول برنامجه الى مرحلة (المكافش) الفعلي أو اللفظي، استنادًا إلى موضوع الحلقة الجدلي، ونوعية الضيوف (الجدليين) الذين يجري اختيارهم، وليست لديهم من المؤهلات سوى اختلاق المشاكل ورمي الحضور بما لذ و(خاب) من الشتائم والسباب!
ومع مرور الوقت ترسخت هذه الحالة، وأصبحت من العلامات الفارقة لنجاح البرنامج أو اخفاقه، وحجم جمهوره (اليوتيوبي)، بدليل المقاطع و(الريلزات) التي تُجتزأ من الحلقة لاحقًا (من قبل القناة) لتدور في وسائل التواصل من أجل تحقيق أعلى المشاهدات.
وقد تابعت يومًا أحد مقدمي البرامج، بعد أن شعر بأن الحلقة (باهتة) وبحاجة إلى بعض البهارات، كيف أنه بدأ ينقل نظره بين الضيوف ويحثهم على التدخل المباشر حيثما وجدوا في كلام المتحدث ما يستحق المقاطعة، معللًا ذلك بأن البرنامج تفاعلي (تكافشي)، وبعدها بلحظات بدأت المقاطعات، وارتفع الصياح والعياط، واختلط الحابل بالنابل، وانفرجت اسارير المقدم وهو يفتعل التهدئة ويطالب بالمهنية والاحترام المتبادل.. مضيفًا في عباراته المزيد من (الشطة) على حوار المتحاورين!

