100%
إعداد وترجمة/ أحمد محمد
تتعلق الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي بالنتائج الضارة الناجمة عن الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
التنمر الإلكتروني
من بين أبرز الآثار السلبية التنمر الإلكتروني والإساءة، إذ تُهيئ منصات التواصل الاجتماعي بيئةً يكون فيها المستخدمون عرضة للتنمر الإلكتروني والإساءة أو التعليقات السلبية، ففي أثناء تفاعل الأفراد مع محتويات الإنترنت، غالبًا ما يُشجع إخفاء الهوية على انخراط بعضهم في سلوكيات ضارة، أو عدوانية، التي عادةً ما يتجنبونها في التواصل المباشر.
وفقًا لدراسة أجراها باحثون بعنوان (التنمر الإلكتروني وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي وارتباطه بالاكتئاب والقلق والتوتر)بين صفوف طلاب إحدى كليات الطب في بلد هادئ مثل ماليزيا، أفاد 24.4 % من أصل 270 مشاركًا بتعرضهم للتنمر الإلكتروني، واعترف 13 % منهم بممارستهم هذا السلوك خلال الأشهر الستة السابقة. وقد شهد أكثر من %80 من المشاركين في الدراسة حالات تنمر إلكتروني.
اضطراب النوم
ومن الاثار الأخرى أيضًا اضطراب النوم، إذ إن قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة قبل النوم، يؤثر سلبًا على جودة النوم. فالضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعيق إنتاج الجسم للميلاتونين، وهو هرمون ينظم دورات النوم.
كما وجدت دراسة أجريت في العام 2021، بعنوان (استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واضطرابات النوم لدى المراهقين)، أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بسوء جودة النوم. إذ يقضي المراهقون الذين يعانون من سوء جودة النوم ما معدله 36 دقيقة أكثر على وسائل التواصل الاجتماعي من أقرانهم.
صورتنا عن أنفسنا
وثمة مشكلات صورة الجسد، فغالبًا ما تدفعنا الصور المثالية، غير الواقعية للجمال والنجاح، المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى البحث عن صور مثالية تتناسب مع هذه الصور. فرؤية هذه الصور المصقولة تعزز تصورًا خاطئًا للذات وصورة سلبية عن اجسادنا.
كما أن المقارنة المستمرة مع المؤثرين والمشاهير تُضعف تقدير الذات، ما يجعل الإنجازات الشخصية تبدو غير كافية. ومع مرور الوقت، يُسهم السعي وراء الكمال، الذي يصعب بلوغه، في القلق والاكتئاب والسلوكيات غير الصحية.
الإنتاجية والخصوصية
كذلك هناك انخفاض الإنتاجية، إذ يُقلل الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي من الإنتاجية بشكل ملحوظ في كلٍّ من المجالين الشخصي والمهني. فعادة الاطلاع المستمر على الإشعارات أو تصفح الأخبار تُشتت انتباه الأفراد عن إنجاز المهام أو التركيز على العمل. وتؤدي هذه الانقطاعات إلى المماطلة، وتفويت المواعيد النهائية، وانخفاض الأداء في المسؤوليات الأكاديمية أو المهنية.
تضاف الى ذلك مخاوف الخصوصية، فغالبًا ما تجمع منصات التواصل الاجتماعي كميات هائلة من البيانات الشخصية من المستخدمين، ما يثير مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية.
يجري تتبع معلومات مثل الموقع، وعادات التصفح، والتفضيلات الشخصية، ومشاركتها مع جهات خارجية، أحيانًا من دون علم المستخدمين، أو موافقتهم الكاملة. هناك احتمال لاستغلال البيانات السرية في إعلانات مُوجهة، أو ما هو أسوأ من ذلك، أن يحصل عليها أشخاص ضارون، ما قد يؤدي إلى سرقة الهوية أو انتهاكات للأمن الشخصي.
القلق والتضليل
تميل وسائل التواصل الاجتماعي إلى تضخيم مشاعر القلق والاكتئاب، خاصةً عندما يقارن الأفراد تجاربهم الشخصية بالصور المثالية التي يعرضها الآخرون عبر الإنترنت.
وثمة إشارات تربط الاستخدام المُزعج لمواقع التواصل الاجتماعي باضطرابات الصحة العقلية، من بينها الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والتوتر، وفقًا لدراسة نُشرها عام 2023 (أفيف م. وينشتاين) بعنوان (آثار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الإشكالية على الصحة العقلية والدماغ).
إن نشر المعلومات الكاذبة والأخبار الكاذبة عبر منصات التواصل الاجتماعي له آثار ضارة على الرأي العام وصنع القرار. فالطبيعة السريعة لوسائل التواصل الاجتماعي تسمح بتداول معلومات كاذبة أو مضللة على نطاق واسع قبل التحقق من صحتها أو تصحيحها. ونتيجة لذلك، تنتشر آيديولوجيات ضارة أو نظريات مؤامرة، ما يؤدي إلى الارتباك وانعدام الثقة في المصادر الموثوقة.ء