أحمد الساعدي
يخوض المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم تحديًا جديدًا في بطولة كأس ملك تايلند، التي تنطلق مطلع أيلول المقبل في العاصمة بانكوك، في إطار الاستعدادات النهائية لخوض مباراتي الملحق الآسيوي المؤهلة إلى كأس العالم، المقررة بين 8 و14 تشرين الأول المقبل. تشارك في البطولة، إلى جانب العراق، كل من تايلند (المصنفة 99 عالميًا)، وهونغ كونغ (147 عالميًا)، وفيجي (150 عالميًا)، فيما يحتل العراق التصنيف الـ58 بحسب آخر تحديث للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وتُمثل البطولة فرصة ثمينة للمدرب غراهام أرنولد لاختبار العناصر الجديدة وتصحيح الأخطاء قبل الدخول في المعترك الآسيوي الحاسم. كأس تايلند في مؤتمر صحفي عقده مؤخرًا، أعرب مدرب المنتخب الوطني غراهام أرنولد عن تفاؤله الكبير بمستوى المنتخب وقدرته على التأهل إلى نهائيات كأس العالم. وقال: "بعد نهاية الدوري العراقي، طلبت من اللاعبين الاستمرار في التمارين اليومية والالتزام بالنظام الغذائي للحفاظ على جاهزيتهم. بطولة كأس ملك تايلند ستكون ذات مردود إيجابي للفريق من ناحية تشخيص الأخطاء والوقوف على إمكانيات بعض اللاعبين قبل مواجهتَي الملحق." وأشار أرنولد إلى أن الفترة التي تلي البطولة ستشهد تكثيف التحضيرات في بغداد، مضيفًا: "نمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين، ونحن نعمل على تغيير عقلية الفريق نحو الأفضل. الفوز على الأردن عزّز ثقتي باللاعبين، وهدفنا أن نلعب 90 دقيقة متكاملة فنيًا، لأن أي تراجع سيكلفنا الكثير. المباراتان المقبلتان مصيريتان ولن نسمح بالتفريط بهما." اتجاه صحيح المدرب السابق لحراس المنتخب الوطني عبد الكريم ناعم أكد أن تولي أرنولد قيادة أسود الرافدين أحدث فارقًا واضحًا رغم قصر المدة. وقال في تصريح صحفي: "أرنولد استطاع بث روح جديدة في الفريق، والبطولة المقبلة تُعد فرصة حقيقية لمعرفة نقاط الضعف قبل خوض الملحق. ما نحتاجه الآن هو الانسجام الكامل بين اللاعبين، لذلك طالب المدرب بإقامة مباراتين وديتين لاحقًا استعدادًا للمرحلة الحاسمة." أضاف ناعم: "المنتخب يمتلك أسماء قادرة على صناعة الفارق، والمباريات التجريبية تمنح اللاعبين قوة ذهنية وفنية لمواجهة خصوم الملحق. أنا متفائل جدًا بإمكانية التأهل." مفتاح النجاح من جهته، اعتبر مدرب حراس القوة الجوية جابر محمد أن بطولة تايلند ستكون اختبارًا مهمًا قبل المعركة الأهم. وأوضح: "المشاركة في البطولة تمنح المدرب فرصة لتقييم مستوى اللاعبين ومعالجة الأخطاء. الرادار الفني بدأ يلتقط الفروقات الفردية، وهذا ما سيساعد على بلورة التشكيلة النهائية للمباراتين." وأكد أن "الثبات على التشكيلة واللعب بانسجام كامل، هما الأساس في أي إنجاز كروي، لذا يجب أن يعرف كل لاعب أسلوب زميله، وهذا ما افتقدناه في بعض مباريات التصفيات السابقة." روح جماعية أما الصحفي الرياضي رحيم عودة، فقد اعتبر أن قرار الاتحاد بالمشاركة في البطولة خطوة ذكية تصب في مصلحة الفريق. وقال: "بطولة كاس ملك تايلند سوف تمنح اللاعبين حافزًا كبيرًا وتجعل التجانس أقوى، ومن بعدها تأتي المباراتان الوديتان لتُكملا الصورة الفنية المطلوبة. أرنولد نجح في تهيئة الفريق نفسيًا وتكتيكيًا، والمهم الآن هو تعميق الاحتكاك واكتساب الثقة." وأضاف: "نحن أمام مباراتين صعبتين، لكن الفريق يمتلك من الخبرة والإصرار ما يؤهله للعبور إلى النهائيات العالمية، ولاسيما بعد أن بدأنا نرى تحسنًا في الأداء وسلوك اللاعبين داخل الملعب." ويرى مراقبون أن مشاركة العراق في بطولة كأس ملك تايلند هي بروفة ضرورية لمعرفة الجاهزية الحقيقية للاعبين، وتحديد معالم التشكيلة الأساسية قبل خوض مواجهتي الملحق الآسيوي المصيري. ومع تكامل التحضيرات الفنية والإدارية، تبقى روح الفريق والتجانس، العاملين المهمين اللذين يعوّل عليهما الشارع الرياضي العراقي لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم، الذي طال انتظاره منذ مشاركة العراق الوحيدة في مونديال 1986.