أحمد الساعدي
لم تتبقَ سوى أيام قلائل على انطلاق مباريات الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي ستشهد مواجهتين حاسمتين للمنتخب العراقي، إذ سيبدأ "أسود الرافدين" مشواره بملاقاة منتخب إندونيسيا في الحادي عشر من تشرين الأول المقبل على (ملعب الإنماء) في المملكة العربية السعودية، فيما ستكون المواجهة الثانية والحاسمة أمام المنتخب السعودي في الرابع عشر من الشهر نفسه، على نفس الملعب.المنتخب الوطني العراقي أنهى استعداداته لهاتين المباراتين المصيريتين، فقد عمل الجهاز الفني، بقيادة المدرب الأسترالي غراهام آرنولد، على إعداد اللاعبين نفسيًا وفنيًا، بهدف تقديم أفضل أداء ممكن في المباراتين، اللتين تمثلان الخطوة الفاصلة نحو نهائيات كأس العالم. تأتي هذه الاستعدادات بعد فترة من النتائج الإيجابية للمنتخب العراقي، التي تجلّت في التتويج ببطولة كأس ملك تايلند، وصعود المنتخب في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA إلى المركز 58 عالميًا، ليحتل المركز السابع على مستوى القارة الآسيوية، متجاوزًا منتخبات قوية، مثل السعودية والأردن والإمارات وإندونيسيا، ومتأخرًا فقط عن منتخبات اليابان وإيران وكوريا الجنوبية وأستراليا وقطر وأوزبكستان. من ناحيته، أبدى المدرب آرنولد ارتياحه للنتائج التي حققها الفريق مؤخرًا، مشيرًا إلى التجانس الكبير بين اللاعبين، والعمل الدؤوب على تعزيز خط الوسط والدفاع لضمان القدرة على حسم المباراتين لصالح "الأُسود". المنتخب العراقي المدرب السابق عبد الإله عبد الحميد أعرب عن تفاؤله الكبير بإمكانية المنتخب العراقي في تخطي المباراتين، حين قال: "أرى أن المنتخب الوطني قادر على تجاوز هاتين المباراتين لعدة أسباب. أولها الجهد الكبير الذي بذله المدرب آرنولد في اختيار اللاعبين الأكثر جاهزية ومناسبة للتشكيلة الأساسية، التي ستخوض المباراتين. ثانيًا، التجانس الواضح بين صفوف المنتخب من خلال المباريات السابقة، سواء في بطولة كأس ملك تايلند أو المباريات التجريبية، ما منح المدرب فكرة واضحة عن مستوى وأداء اللاعبين قبل خوض مباريات الملحق. ثالثًا، إن الفوز في المباراة الأولى أمام إندونيسيا سيضع المنتخب في حالة معنوية جيدة واستعداد قوي قبل مواجهة السعودية، فالتاريخ يشهد أن منتخب العراق دائمًا يقدم أداءً مميزًا حتى على أرض الخصم." أضاف عبد الحميد أن تفاؤله ينبع من وجود كادر تدريبي مميز، ولاعبين جرى اختيارهم بدقة، مؤكدًا أن المدرب آرنولد قادر على إسعاد الجماهير العراقية وإعادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، تمامًا كما فعل المدرب البرازيلي فييرا عام 2007 عندما قاد العراق للتتويج بكأس آسيا. اختيار اللاعبين من جانبه، رأى المدرب الوطني السابق ثائر أحمد أن الفرصة كانت كبيرة للتأهل في التصفيات السابقة، لكنه أشار إلى أن اختيارات المدرب السابق كاساس كانت سببًا في ضياع الفرصة، وقال: "لو كان آرنولد آنذاك لكان الحال مختلفًا تمامًا، فهو يعرف كيف يختار اللاعبين بعناية فائقة، وكان يتابعهم باستمرار قبل ضمهم للتشكيلة النهائية. النتائج الأخيرة دليل على كفاءة اختياراته، وصعود العراق في تصنيف FIFA يؤكد ذلك. مباراتا الملحق أمام إندونيسيا والسعودية تشكلان لحظة فاصلة، فإما أن نكون أو لا نكون. صحيح أن المباراة الثانية ستكون على أرض السعودية وبين جماهيرها، لكن منتخبنا قادر على تجاوز الضغط واستغلال الأخطاء المحتملة للخصم لتحقيق الفوز." أضاف ثائر أحمد أن الجماهير العراقية متفائلة بالرغم من صعوبة المهمة، مؤكدًا أن الأسود لديهم القدرة على تقديم أداء مشرف يليق بتاريخ الكرة العراقية. الصحفي البصراوي رياض عبد الهادي قال إن المنتخب العراقي يسير بخطى ثابتة نحو المباريات الحاسمة، ولفت إلى أن المدرب آرنولد نجح في خلق توليفة رائعة من اللاعبين، إذ حرص على متابعة جميع تحركاتهم سواء داخل أو خارج الملعب، ما أدى إلى تعزيز الانضباط والتجانس بين جميع خطوط الفريق. وأشار عبد الهادي إلى أن الدعم الحكومي المقدم للاعبين، من مكافآت وهدايا عند التأهل، يمثل حافزًا إضافيًا لتحقيق الفوز، مؤكدًا أن المهمة صعبة جدًا لكنها ليست مستحيلة، وخصوصًا أن المنتخب العراقي اعتاد على تحقيق الانتصارات في المباريات الحرجة والصعبة. وأوضح أن المباراة الأولى أمام إندونيسيا تعتبر "مفتاح التأهل"، فيما تمثل المباراة الثانية أمام السعودية، التي ستُلعب على أرضها وبين جماهيرها، التحدي الأكبر، لكن يمكن للاعبين استغلال الضغط الجماهيري لصالحهم وتحقيق الفوز، بما يعيد الفرح إلى الشارع العراقي.
