حوار :أميرة محسن /
منذ خطواتها الأولى في ملاعب كرة القدم، رسمت ديانا داود مسارًا استثنائيًا جعل منها واحدة من أبرز اللاعبات العراقيات المحترفات في الدوريات الأميركية والأوربية. موهبتها، وإصرارها، وشغفها باللعبة، منحتها فرصة ارتداء قميص المنتخب النسوي العراقي في أول ظهور رسمي. ""الشبكة العراقية"" التقت ديانا في هذا الحوار الخاص لتروي لنا تفاصيل رحلتها مع الاحتراف وحلمها الذي تحقق بتمثيل العراق دوليًا. * كيف بدأت قصتك مع كرة القدم؟ -شغفي بكرة القدم بدأ منذ الطفولة. كنت ألعب مع أخي في كل مكان متاح، خاصة أن والدي كان مدرب كرة قدم، فكان قربي من اللعبة طبيعيًا. بدأت فعليًا ألعب في الشوارع، ثم انتقلت إلى الأكاديميات الكروية منذ أن كنت في السادسة من عمري، وبعدها انتقلت إلى أوربا للعب بشكل احترافي. * ما الذي أضافته لك تجربتك مع الاحتراف؟ -في الأكاديميات الكروية، تعلمت أن الانضباط هو مفتاح النجاح، سواء داخل الملعب أو خارجه. هناك تعلمنا احترام الخصم، والالتزام بمواعيد الأكل والنوم والتدريب. بعدها وقّعت أول عقد احترافي لي مع نادٍ روماني، وكانت تجربة مذهلة، لعبت كأساسية وكان فريقي يتصدر الدوري. الاحتراف في الخارج صعب ويحتاج إلى جهد كبير، لكن التحدي يحفزك دائمًا لتقديم الأفضل. * ما طموحك كلاعبة محترفة؟ -كان حلمي الأكبر أن ألعب باسم منتخب العراق النسوي، وقد تحقق ذلك بالفعل. كما أطمح للعب في دوري أبطال أوربا للسيدات وتحقيق إنجازات كبيرة ترفع اسم العراق عالميًا. * في أي مركز تلعبين؟ -خلال مسيرتي لعبت في مراكز عدة، لكن مركزي المفضل هو وسط الميدان، أو الارتكاز، مع قدرتي على التكيف مع مراكز أخرى عند الحاجة. * كيف جاء انضمامك للمنتخب العراقي؟ -تمثيل العراق شرف كبير. وجهت لي دعوة خلال بطولة آسيا في السعودية، وكنت متحمسة جدًا، لكن للأسف تعرضت لإصابة في الكاحل قبل ساعات من السفر، ولم أتمكن من الالتحاق بالمعسكر. لكن، لحسن الحظ، جاءت دعوة ثانية، وكنت في كامل الشوق لارتداء قميص العراق وتمثيله في أول مباراة رسمية لي. * كيف ترين واقع كرة القدم النسوية في العراق؟ -كرة القدم توحّد العراقيين، رجالًا أو نساء. لدينا مواهب واعدة في كرة القدم النسوية، وأتمنى أن تستمر المنافسات والدوري النسوي، وأن يتوفر دعم أكبر يساعد على تطوير اللاعبات للوصول إلى مستوى الاحتراف في الخارج. * لأي فريق تلعبين حاليًا؟ -لعبت مع نادي (بوليتكنيكا تيميشوارا) في الدوري الروماني الممتاز، وكذلك مع Desert Dreams FC في الدوري الأميركي، وهو فريقي الحالي. الموسم المقبل سأنتقل إلى دوري أوربي جديد. * كيف ترين مستقبلك مع كرة القدم؟ -أنا أركّز الآن على التحضير للموسم المقبل، وأسعى جاهدة لأبذل أقصى ما أستطيع في التدريبات والتهيئة. المستقبل بيد الله، لكنني أعمل بكل طاقتي لإنجاح مسيرتي الكروية. * ما الفِرق التي تشجعينها محليًا وعالميًا؟ -أحب الرياضة عمومًا، وأتابع الدوريات العالمية للسيدات. عالميًا أشجع ليفربول الإنكليزي، ومحليًا أعشق نادي الشطرة العراقي. * هل لديك هوايات أخرى؟ -عندما لا يكون لدي تدريب، أحب متابعة مباريات الدوري الإنجليزي والدوري العراقي. كما أحب الموسيقى، والاهتمام بعائلتي، وأصدقائي الذين ساندوني كثيرًا. * من هي ديانا بعيدًا عن الكرة؟ -أنا حاصلة على بكالوريوس في علم النفس، والعلاج الطبيعي، وأهتم كثيرًا بالجوانب النفسية والبدنية للرياضيين. الكرة بدأت كهواية، لكنها اليوم أصبحت مهنتي. * شعورك في أول مباراة رسمية مع العراق؟ -كانت أول مباراة لي في التصفيات الدولية بعد التعافي من الإصابة، وكنت متوترة جدًا. لكن بمجرد دخول الملعب، وعند سماع النشيد الوطني العراقي، تبدّل التوتر إلى قوة وفخر، وشعرت بأنني في مكاني الصحيح. * ماذا عن الخروج من التصفيات؟ -أقول "هارد لك" لنا. كنا في بداية المشوار، وحققنا نتائج طيبة مقارنة بالخبرات المحدودة. لدينا لاعبات محترفات في دوريات قوية، وقدّمنا مستويات مشرفة. تعادلنا، فزنا، وخسرنا أمام فرق متقدمة، لكننا كتبنا السطر الأول في كتاب تاريخ كرة القدم النسوية العراقية.