ياسين طه حافظ رئيسًا فخريًا لاتحاد الأدباء والكتّاب حين يصير الشاعر مؤسسة فكرية

ثقافية

ياسين طه حافظ رئيسًا فخريًا لاتحاد الأدباء والكتّاب حين يصير الشاعر مؤسسة فكرية
100%
زياد العاني تصوير/ خضير العتابي أن تكرم الثقافة شاعرًا، فذاك يعد تقديرًا لمبدعيها، أما أن تختار منظمة عربية مرموقة مثل (الألكسو) أسمًا عراقيًا ليمثل رمزية الشعر العربي لعام 2025، فتلك شهادة على أن العراق لا يزال أحد مصادر الضوء والإلهام في الثقافة العربية. في احتفالية أقامها الاتحاد العام للأدباء والكتًاب العراقيين، بالتعاون مع دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وبحضور حشد من الأدباء والمثقفين، على قاعة الجواهري في بغداد، خصصت للاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ، الذي لم يكن مجرد اسم بين الكتّاب، بل مشروع متكامل نمت ملامحه منذ ستينيات القرن الماضي، وامتدت آثاره إلى أجيال من الشعراء والقرّاء والمترجمين، هو الذي كان -ومازال- صوتًا وفيًا للقصيدة وللعقل، وللمعنى في زمن العدم. أدار الجلسة الأمين العام للاتحاد، الشاعر عمر السراي، الذي أكد أن (حافظًا) "قامة عراقية وعربية وعالمية." مشيرًا إلى أن اختياره من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) يعد رمزًا للعالم الشعر، واعترافًا بمكانة الثقافة العراقية، لا الفرد وحده. طريق التمرد الاحتفالية لم تكن مجرد جلسة خطابية، بل استذكار حي لمشروع شعري وفكري امتاز بالدأب والرؤية، قدّم فيها عدد من الأدباء والنقّاد شهاداتهم، مستعرضين المحطات الأولى في تجربة المحتفى به الشعرية، إلى دواوينه التي نمت مثل شجرة معطاء، وصولًا إلى ترجماته الأدبية الرفيعة، التي لم تكتف بنقل المعنى، بل نقلت الإحساس، ووطنت النصوص في مناخ عربي خاص. تحدث بعدها الشاعر المحتفى به ياسين طه حافظ، موضحًا أنه، منذ طفولته، خط لنفسه طريقًا للاختلاف والتمرد على الأنساق المعتادة، وقد رافقه هذا الاختلاف طيلة مسيرته الشعرية، منذ أول قصيدة كتبها وأول ديوان طبعه، وصولًا إلى قصائده الطويلة. مبيّتًا أن على الشاعر النضال من أجل قضاياه الإنسانية.، موصيًا كل من يدخل ميدان الكلمة أن يقرأ كثيرًا، ويحسن اختيار ما يقرأ، لأن الكتابة، خصوصًا لدى الشاعر، تتطلب خزينًا معرفيًا، واطلاعًا واسعًا على عوالم الأفلام والترجمات والمشاهد الطبيعية، لتكوين صورة ذاتية غير نمطية. رمز شعري ألقى بعدها رئيس الاتحاد، الدكتور عارف الساعدي، كلمة أعلن فيها أن (حافظًا) رمز شعري وثقافي منذ أكثر من خمسين عامًا، معلنًا في الوقت ذاته اختياره رئيسًا فخريًا للاتحاد. في حين أشار المدير العام لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة، الدكتور علاء أبو الحسن، إلى أن هذا الاختيار يعد إنجازًا كبيرًا، ولاسيما أنه جاء بعد أحد عشر عامًا خلت من وجود مبدع عراقي في قائمة المنظمة. أعقب ذلك عرض فيلم قصير جسّد بالصوت والصورة المسيرة الأدبية الثرية لـ (حافظ). ياسين طه حافظ ليس شاعرًا فقط، بل رجل حمل اللغة كما يحمل إنسان مصباحًا وسط دخان المرحلة. لم تلهه الحداثة عن المعنى، أو تغرقه الترجمات في الغربة، ولم تنحرف به العزلة عن الناس. ظل وفيًا لذائقته، لعراقيته، ولثقافة تبحث عن التوازن في زمن متصدع. ثراء المنجز اختتمت الأمسية بتوصيات دعت إلى توثيق تجربة (حافظ) الممتدة عبر عقود، من خلال الترجمة والنقد والدراسات الأكاديمية، كما أشارت إلى أهمية تنظيم جلسات قراءة ومراجعة لنتاجه، وإطلاق مشروع شامل لتوثيق تاريخ الترجمة الأدبية في العراق، انطلاقًا من أرث المحتفى به بوصفه أحد أبرز روادها. وتهدف (الألكسو)، وهي الذراع الثقافية لجامعة الدول العربية، ومقرها تونس، من خلال مبادراتها، إلى ترسيخ مكانة الرموز الثقافية العربية، وتوثيق التجارب المؤثرة، وكان اختيارها ياسين طه حافظ ضمن "يوم الشعر العربي"، إقرارًا صريحًا بثراء منجزه وعمقه، وقدرته على تمثيل وجدان المنطقة، لا بلاغتها فقط. جدير بالذكر أن ياسين طه حافظ ولد عام 1940، تخرج في قسم اللغة الإنكليزية بكلية التربية، بدأ مشواره في التعليم، ثم تفرغ للعمل الصحفي والثقافي، فكان أحد أعمدة مجلة (الثقافة الأجنبية)، وأسهم في بناء مشهد ترجمي دقيق يجمع بين صرامة اللغة وبراعة الذوق في ترجماته، كما في شعره، حيث نلمس حسن الاختيار، وتوق الإنسان العراقي لما هو كوني وعميق.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج