وسام الفرطوسي /
في ظلّ مراحل البناء والتطوير التي يشهدها العراق، تبرز أهميَّة توفير السكن الملائم كجزءٍ من جهود حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الرامية إلى تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز التنمية المستدامة، إذ إن أزمة السكن واحدة من أصعب المشكلات التي أثرت في حياة الملايين من المواطنين. من خلال متابعة مشاريع كبرى مثل "مدينة الجواهري الجديدة"، و"مدينة الوردي السكنيَّة"، ومدن أخرى سترى النور قريبًا لتزين مدن العراق الحبيب، يبدو حلم المواطن في تملك سكن صار قريب المنال. بارقة أمل باتت مدينة الجواهري السكنيَّة، تمثل بارقة أمل جديدة لسكان بغداد، الباحثين عن سكنٍ مريحٍ وآمن يلبي تطلعاتهم، إذ إنها ليست مجرّد مشروع سكني عادي، بل نموذج حضري عصريٌّ مصممٌ بعناية ليتناغم مع نمط حياة العراقيين، من خلال تصميمٍ أفقي يراعي الراحة والخصوصيَّة، ويجمع بين المرافق الخدميَّة والترفيهيَّة في مكانٍ واحد. تقع المدينة على تقاطع طريقي التنمية والحلقي، الأمر الذي يسهلُ على سكانها الوصول السريع إلى وسط بغداد وأماكن العمل في أقل من عشر دقائق. يبلغ سعر المتر المربع الواحد في مدينة الجواهري السكنية نحو 900 ألف دينار عراقي، مع مرونة في خيارات الدفع لتناسب الجميع، الأمر الذي يجعلها خيارًا جاذبًا لكثير من الأسر العراقية التي تبحث عن استقرارٍ وسكنٍ لائق. تقع المدينة ضمن ناحية النصر والسلام في قضاء أبو غريب، وتمتدُّ على مساحة تزيد على 7 آلاف دونم، وتوفر ما يقارب 30 ألف وحدة سكنيَّة بنظام البناء الأفقي بمساحات (200 و250 و300 و400 و600) متر مربع، وينفذ المشروع عبر شراكة عراقيَّة - صينيَّة مقسمة على عشرة قطاعات، بين سكنيَّة وخدميَّة متنوعة، تشمل بوليفاردًا حديثًا، ومراكز شرطة، ومصارف، وجامعة دوليَّة، ومستشفيات حديثة، ومحطات تعبئة وقود. وخصصت 60 % من مساحة المدينة للسكن، و40 % للمساحات الخضر والترفيهيَّة والثقافيَّة. الصيدلاني محمد نهاد كان أول من اختار الشراء في المدينة، إذ تعاقد على أول وحدة سكنيَّة، معبرًا عن أمله في أنْ تكون المدينة أنموذجًا جديدًا للسكن في بغداد. حل أزمة السكن إنَّ التوسع في إنشاء المدن السكنيَّة سيسهمُ بشكلٍ كبيرٍ في حل أزمة السكن من خلال توفير آلاف الوحدات السكنيَّة وزيادة المعروض السكني. إذ تحرص وزارة الإعمار والإسكان، بالتنسيق مع المحافظات ودوائر الدولة الأخرى، على تهيئة الأراضي ورفع التعارضات، تمهيدًا لطرحها كفرصٍ استثماريَّة بالتعاون مع الهيئة الوطنيَّة للاستثمار، فضلًا عن أنَّ العمل في مشاريع المدن السكنيَّة مستمرٌ لعدة سنوات بوصفها حلًا ستراتيجيًا لأزمة السكن. تتجاوز أهميَّة مدينة الجواهري حدود توفير المساكن فقط، إذ تُعدُّ نقطة انطلاق اقتصاديَّة حيويَّة تعيد رسم خريطة التنمية في بغداد والمنطقة المحيطة. يتوقع أنْ تخلقَ المدينة آلاف فرص العمل خلال مراحل البناء والتشغيل، وتدعم قطاعات البناء والتجارة والخدمات المحليَّة، الأمر الذي يحركُ عجلة الاقتصاد الوطني. بداية عصر جديد وفي زيارتها للمدينة التي تحمل اسم أبيها، وصفت الدكتورة خيال الجواهري، الشخصيَّة المعروفة في الأوساط الثقافيَّة والاجتماعيَّة، مشروع مدينة الجواهري السكنيَّة بأنه "مدينة تحمل اسمًا يليق بالحلم، تفتح أبواب المستقبل على مصاريعها للناس، الجواهري، لتمنحهم فرصة حياة كريمة ومستقرة." وأكدت أنَّ هذا المشروع ليس مجرد تطوير عمراني، بل هو انعكاسٌ لطموحٍ عراقي في بناء مدنٍ تليق بتاريخ وثقافة شعبه، مدينة تُعيد للعراقيين معنى الأمل والأمان. من جهته، عبّر الإعلامي المعروف جورج قرداحي عن إعجابه بالمشروع، قائلًا: "مدينة الجواهري ليست كأية مدينة أخرى، بل بداية عصر جديد في عالم السكن، حيث تلتقي التكنولوجيا الحديثة مع الاحتياجات الاجتماعيَّة، لتخلق بيئة معيشيَّة متكاملة تواكب العصر وتوفر للسكان نمط حياة أفضل." ولفت إلى أنَّ المدينة ستشكل معيارًا جديدًا للمشاريع السكنيَّة في العراق، من حيث جودة التخطيط والتنفيذ والخدمات المقدمة. أما الفنان العراقي الكبير غانم حميد، فقد أوضح أن: "مدينة الجواهري ليست مجرد مجموعة من المباني أو وحداتٍ سكنيَّة، بل حلمٌ يتحقق، ورؤية تنبضُ بالأمل لكل من يبحث عن السكن اللائق والمستقبل الآمن." وأضاف أنَّ المشروع يعكس عودة العراق إلى مسار الإعمار والتنمية، ويعيد الثقة بالمستقبل بين أبنائه. تصميم ذكي وعلى المستوى التصميمي، تؤكد الإدارة المسؤولة عن المشروع أن توزيع الغرف في الوحدات السكنيَّة مدروس بعناية فائقة، بحيث تضمن كل زاوية حقها الكامل من التهوية الطبيعيَّة والإضاءة المثاليَّة. هذا التصميم الذكي لا يراعي فقط الجوانب الجماليَّة، بل يراعي أيضًا راحة السكان وصحتهم النفسيَّة والجسديَّة، من خلال خلق بيئة داخليَّة متناغمة تُسهم في تحسين جودة الحياة اليوميَّة. رؤية المدينة تسعى لتقديم أكثر من مجرد مأوى، بل تجربة سكنيَّة متكاملة، تجعل من مدينة الجواهري أنموذجًا يحتذى به في مشاريع التنمية العمرانيَّة، وتمهد الطريق لمستقبلٍ يعانق فيه العراقيون السكن الكريم والعيش الكريم معًا.