شباب الدليفري... بين حرارة الشمس ومخاطر الطريق

تحقيقات

شباب الدليفري... بين حرارة الشمس ومخاطر الطريق
100%
ريا عاصي تصوير/ خضير العتابي في شوارع بغداد المزدحمة، يقف عشرات الشباب على دراجاتهم النارية، يحملون على أكتافهم مهمة يومية أصبحت لا غنى عنها في زمن السرعة والتقنية. هؤلاء هم سائقو (الدليفري)، جنود مجهولون في معركة تسهيل الحياة، يعملون بلا توقف تحت لهيب الشمس الحارقة، في العطل والأعياد، برغم كل المخاطر التي تحيط بهم. على خط المواجهة تُظهر بيانات رسمية، من مديرية العمل والتجارة، أن أكثر من 80 % من سائقي الدليفري تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عامًا، شباب في عمر الورد، يحملون آمالًا كبيرة، لكنهم يواجهون تحديات جسدية وبيئية صعبة. أجسادهم المتعبة ليست وحدها في المعركة، بل هناك ساعات العمل الطوال التي تستنزف طاقاتهم، خصوصًا في فصل الصيف، حين تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية. خيارات السلامة بالرغم من المخاطر، لا يرتدي نحو 65 % منهم الخوذ أثناء العمل، بحسب تقرير مديرية المرور لعام 2024. السبب ليس تجاهلًا، بل بسبب حرارة الجو الشديدة التي تجعل ارتداء الخوذة مزعجًا، إضافة إلى ندرة الخوذ ذات الجودة العالية وسعرها المرتفع، كما أن الكفوف الواقية لا يستخدمها أكثر من 20 %، برغم أهميتها في حماية الأيدي من الإصابات والخدوش. طرق متعرجة أجواء بغداد في الصيف لا ترحم، والضغط لا يقتصر على حرارة الجو فقط، بل يمتد إلى الطرق المتعرجة والمليئة بالحفر والاختناقات المرورية. هذه العوامل مجتمعة تزيد من احتمالات الحوادث، إذ سجّلت إدارة المرور أكثر من 1500 حادث خلال 2024 شملت سائقي الدراجات النارية، ما بين إصابات خطيرة ووفيات. تطبيقات إلكترونية كما يواجه الكثير من سائقي الدليفري صعوبة في استخدام التطبيقات الإلكترونية والخرائط الرقمية، خصوصًا الذين لم يحصلوا على تدريب رسمي. ومع ذلك، اضطروا لتعلم هذه المهارات بأنفسهم، وسط معاناة إضافية من تعامل بعض المستخدمين غير المتمكنين من التقنية، ما قد يسبب تأخيرًا وإرباكًا. عمل مستمر خلال العطل الرسمية والمناسبات، يزداد الضغط ثلاث مرات مقارنة بالأيام العادية، إذ يعمل نحو 75 % من السائقين بلا توقف لساعات طوال، ما يضاعف من مخاطر الإرهاق والحوادث. في حين أن معظم الناس يحتفلون ويأخذون قسطًا من الراحة، هؤلاء الشباب يبذلون جهدًا مضاعفًا لضمان وصول الطلبات إلى أبواب الناس في الوقت المناسب. واقع بلا حماية مع كل هذه المخاطر، يغيب التأمين الصحي والتغطية الاجتماعية لهؤلاء السائقين، فهم يعملون في ظل غياب التشريعات التي تكفل حقوقهم، الأمر الذي يجعلهم عرضة للإصابات وخسارة مصدر رزقهم دون أي دعم أو تعويض. وسائقو الدليفري في بغداد ليسوا مجرد ناقلين للطلبات، بل هم شباب يكافحون من أجل لقمة العيش وسط مخاطر لا تنتهي، يحاولون التأقلم مع التكنولوجيا الحديثة، ويتحملون ضغط العمل في أصعب الظروف. هم جنود مجهولون في معركة تسهيل الحياة اليومية، لذا تستحق جهودهم أن تُقدر، وحياتهم أن تُحمى.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج