حوار: أميرة محسن /
عرف عن نادي الصناعة الرياضي أنه (مُخرج النجوم)، ومؤسسة رياضية شاملة تحتضن مختلف الألعاب، من كرة القدم إلى الدراجات، ومن كرة الطاولة إلى الكرة الطائرة. وكان من أبرز الأندية المؤسساتية في العراق، لما يملكه من بنى تحتية قوية، مثل الملعب الرسمي والقاعة الرياضية المتعددة الاستخدامات. النادي، الذي كان يتصدر البطولات في مختلف الألعاب، واجه خلال العامين الماضيين هزّة عنيفة بسبب توقف الدعم المالي، ما أدى إلى تجميد بعض الأنشطة. ومع تسلّم حيدر ناصر رئاسة الهيئة الإدارية، بدأت ملامح التغيير تظهر عبر خطة ستراتيجية تهدف إلى استعادة النادي مكانته الطبيعية بين كبار الفرق. في هذا الحوار مع مجلة "الشبكة العراقية"، يكشف رئيس نادي الصناعة الرياضي أبرز ملامح مشروعه الإصلاحي، ويشرح التحديات المالية والتنظيمية التي تواجه الرياضة المؤسساتية في العراق. * هل مارست الرياضة في مسيرتك الشخصية، أم أن عملك انحصر بالإدارة فقط؟ – نعم، مارست الرياضة سابقًا، وكنت عضوًا في الهيئة العامة لنادي الصناعة الرياضي. أنا داعم كبير للرياضة ومحب لها، وهذا ما يجعلني أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه مستقبل النادي. * كيف تصف أجواء انتخابات النادي؟ وهل جرت في إطار ديمقراطي؟ – جرت الانتخابات في أجواء ديمقراطية حقيقية، وكانت أبواب الانتماء والترشيح مفتوحة أمام الجميع، وكان الصندوق هو الفيصل. الانتخابات كانت شفافة ونزيهة، والصوت الرياضي الحر قال كلمته بكل مسؤولية. * هل حصل هناك إقصاء أو تهميش للإدارة السابقة بعد الانتخابات؟ – أبدًا، نحن نتعامل بروح رياضية وشفافة. لا يوجد إقصاء أو تهميش لأي شخص. قلوبنا مفتوحة قبل أبواب النادي، ونتطلع إلى التعاون مع الجميع لخدمة النادي. * ما أبرز التحديات التي تواجه إدارتكم حاليًا؟ – التحدي الأكبر يتمثل في الأزمة المالية، فهي العائق الأول أمام تطور البنى التحتية واستقطاب اللاعبين. لكننا تلقينا دعمًا كبيرًا من وزير الصناعة، وهذا الدعم ساعدنا في تجاوز العديد من المشكلات. ونحن الآن نعمل بخطط تطويرية تشمل مختلف الألعاب مثل كرة المنضدة والدراجات، ونطمح بإعادة تفعيل أنشطة مثل الكرة الطائرة، لتعود الصناعة إلى سابق عهدها كمؤسسة رياضية متكاملة. * ما الرؤية الستراتيجية لإدارة النادي للسنوات الأربع المقبلة؟ – وضعنا رؤية طموحًا وشاملة تعتمد على أربعة محاور أساسية: إصلاح البنى التحتية، لأنها الأساس لأي تطور رياضي. دعم الفرق الرياضية فنيًا وإداريًا، بهدف استعادة أمجاد النادي في الألعاب كافة. تنويع الموارد المالية من خلال البحث عن تمويل إضافي. بناء علاقة تفاعلية قوية مع المجتمع المحلي ليكون شريكًا في النجاح. كما أننا نولي اهتمامًا كبيرًا بالقاعدة الرياضية، لأن نادي الصناعة كان، وما زال، مصنعًا للنجوم والمواهب في كرة القدم، وكرة الطاولة، والدراجات، والكرة الطائرة وغيرها من الألعاب الفردية والجماعية. * كيف تقيّم أداء الفرق في الموسم الحالي؟ وهل هناك تغييرات في الكوادر التدريبية؟ – نحن نعمل على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، وقد جددنا الثقة بعدد من المدربين الذين حققوا إنجازات للنادي. كما بدأنا بدعم الفرق التي نمتلك فيها إرثًا كبيرًا، مثل الكرة الطائرة والطاولة والدراجات. أما بخصوص فريق كرة القدم، فقد أجرينا تقييمًا شاملًا لأدائه، وتوصلنا إلى ضرورة تغيير الكادر التدريبي، وقد بدأ الفريق فعليًا بتحقيق نتائج إيجابية، ونتطلع إلى موسم قادم أكثر قوة، مع خطة واضحة للعودة إلى دوري المحترفين، لأن مكان النادي الطبيعي بين الكبار. * كيف يجري اتخاذ القرارات الإدارية داخل النادي؟ هل هي قرارات فردية أم جماعية؟ – نعمل بأسلوب جماعي وبروح ديمقراطية، ونستمع إلى كل الآراء داخل الهيئة الإدارية. جميع القرارات تُتخذ بالتصويت بعد النقاش، وليس هناك مكان للقرارات الفردية أو الانفرادية. * هل هناك خطة لتطوير البنية التحتية للنادي، مثل بناء ملاعب جديدة أو سكن للاعبين؟ – نعم، لدينا خطة لتطوير البنية التحتية، تشمل بناء قاعات جديدة، وتبديل أرضية الملعب، بالإضافة إلى مشروعات أخرى تصب في مصلحة اللاعبين وتوفير أفضل بيئة تدريبية ممكنة. * كيف تتعاملون مع الأزمة المالية، وخاصة في ملف المحال التجارية العائدة للنادي؟ – أبوابنا مفتوحة أمام الشركات والمؤسسات التي ترغب بالتعاون وفق القوانين واللوائح. نسعى إلى شراكات شفافة تخدم الرياضة وتوفر موارد مالية جديدة للنادي بعيدًا عن التبعية الكاملة للموازنة. * أخيرًا، ماذا تقول لجمهور نادي الصناعة؟ – أقول لهم: إن عودة النادي إلى مستواه الحقيقي هي هدفنا الأسمى، ونعمل ليلًا ونهارًا لتحقيق هذا الهدف. جمهور الصناعة جمهور وفيّ ويستحق أن يرى ناديه في القمة، ونحن على العهد باقون.
