100%
خضير الحميري
فجأة، وبدون سابق إنذار، أعلن عدد من الأصدقاء (تهكير) حساباتهم، أو أرقام موبايلاتهم، وحذروا من رسائل منتحلة قد ترد منهم تدّعي الحاجة لتحويل بعض الأموال. يحصل الأمر على شكل موجات في فترات زمنية معينة، هل هو شخص واحد أم مجموعة أشخاص اتفقوا على التهكير المتزامن؟ لا أعرف.. لكن ما حصل قبل أسابيع يوحي بذلك التنسيق وتلك الهجمة المبرمجة، حين أعلنت مجموعة من الأصدقاء الذين أعرفهم (وهناك كثيرون بالتأكيد من آخرين لا أعرفهم) أن رسائل لم يرسلوها قد وصلت إلى معارفهم تطلب طلبات غريبة، أو أنهم تلقوا رسائل من أصدقاء لم ترسل من قبلهم.
صيغة التهكير الأخير كانت بسيطة، توحي بأن (الهَكر) إما مستجد أو مستعجل، وتتمثل بطلب إرسال بطاقة الماستر كارد بكامل معلوماتها (تصويرها وجه وكفه)، على حد تعبيرهم، بحجة من الحجج الواهية (الفوز بجائزة، الاشتراك بسلفة، التعيين، سحبة يانصيب)، أو الطلب من أحد أصدقاء صاحب الحساب المُهكّر تحويل مبلغ على وجه السرعة للضرورة الملحة.. طبعًا هناك من وقع في الفخ بسبب سرعة الاستجابة العاطفية، وهناك من رد بعبارة: (العب غيرها يا شاطر)..
قلت إن الهَكر في هذه الهجمة كان مستجدًا أو مستعجلًا، وسوف لن يظل كذلك لفترة طويلة، فسوف يتدرب ويكتسب الخبرة ويصبح (بروفشنل) ثم يتسلل مرة ثانية وثالثة ورابعة، بطريقة ثانية وثالثة ورابعة..
لا توجد وصفة جاهزة للحماية من التهكير، وكل طرق تحصين البيانات معلومة ومفهومة ومهضومة لدى (الهكرية)، وأثناء موجة التهكير الأخيرة شغَلت نفسي بالبحث عن طرق الوقاية، سألت (كوكل)، وسألت الذكاء الاصطناعي الذي أملى عليّ الكثير من النصائح، أذكر منها أنه أخبرني بتجنب التواصل مع الأصدقاء الذين (تهكرت) أرقامهم، وهي النصيحة التي طبقتها بحذافيرها، وأعطيتهم (بلوك) على الفور، وكأني لا أعرفهم، خاصة صديقي الذي وردتني منه رسالة يطلب فيها تحويل مبلغ مليون دينار على وجه السرعة لحاجته الماسة إليه في إكمال بناء البيتونة..