ضرغام محمد علي /
تشكل سوق الطاقة العمود الفقري للاقتصاد العراقي ومعظم اقتصادات دول الخليج، بسبب هيمنتها على معظم الناتج المحلي الإجمالي للدول المنتجة للنفط، ما يجعل الحفاظ على مستويات الأسعار ضمن الحدود الاقتصادية الآمنة من أساسيات الأهداف التي تأسست لأجلها منظمة أوبك في بغداد قبل أكثر من نصف قرن، والاتساع إلى "أوبك بلس. " تهدف المنظمة خفض إنتاج النفط لتحسين أسعاره في الأسواق، خاصة بعد الانخفاض الكبير في الأسعار بسبب الزيادات الكبيرة في إنتاج النفط الصخري في أميركا عام 2011، حيث أُنشئت "أوبك بلس" يوم 30 تشرين الثاني 2016، ووقعت اتفاقًا مع 10 دول منتجة للنفط غير الأعضاء الأساسيين، أبرزها روسيا، ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، وباتوا يعرفون من حينها بـ "أوبك بلس". تحديات ورغم أنها حافظت منذ تأسيسها على أسعار النفط العالمية من الانهيار في ظل أزمات نمو متعددة خلال الفترة الماضية، إلا أن هذا التحالف بدأت عليه علامات التصدع بعد تلويح عدد من الأعضاء بزيادة حصته السوقية والتنافس على الأسواق الناشئة، ما يوشي بأزمة قادمة في أسعار النفط قد تصل إلى عدم تغطية نفقات إنتاجه في بعض الدول، وتؤثر بالمجمل على الناتج الوطني الإجمالي لتلك الدول، التي يأتي العراق في مقدمتها، بسبب كونه ثاني أكبر منتج في أوبك وثالث أكبر منتج في أوبك بلس، ويعتمد بشكل أساسي على الإيراد النفطي في ميزانيته السنوية، إذ لوح عدد من الأعضاء بالسعي لزيادة حصته السوقية، فيما تبدو أنها استجابة من تحت الطاولة لضغوط الرئيس ترامب على منتجي الطاقة لخفظ أسعار النفط العالمية ما يشي بأزمة اقتصادية قادمة ما لم يتم رأب الصدع وإبعاد شبح زيادة الإنتاج غير المدروسة. مخاوف وتعد الأزمة الحالية هي الأبرز التي تواجه التحالف، بعد تسع سنوات على تأسيسه وحفاظه خلال هذه الفترة على حصص سوقية ثابتة واجهت تحديات اقتصادية عديدة هددت الأسواق العالمية، منها ضعف النمو الاقتصادي العالمي واحتمالية عودة منتجين أساسيين إلى طاقاتهم التصديرية، مثل روسيا وإيران، مع احتمال رفع العقوبات عنهما، وبحث بعض أعضاء التحالف عن زيادة لحصصهم في الاجتماعات المقبلة. وكانت مخاوف ظهرت عند المنتجين بسبب اندلاع التوترات الهندية الباكستانية، خصوصًا أن الهند ثاني أكبر مستهلك آسيوي للنفط بعد الصين، وهو ما يهدد الطلب على الطاقة خلال الفترة المقبلة، ما يحتاج جهودًا استثنائية لدبلوماسية نشطة لتوحيد سياسات الطاقة وتقوية أوبك بلس عبر الحفاظ على قوة ووحدة قراراتها بمواجهة تقلبات السوق العالمية.