100%
حوار/ محسن إبراهيم
وسط بيئة محافظة، ولدت موهبتها الفنية من رحم التحدي. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود أمام الفنانة زينب العاني، لكنها مضت فيه بإصرار، متحديةً الظروف والعادات، لتصبح واحدة من أبرز الوجوه النسائية في الدراما العراقية.
"الفن رسالة، وأنا مؤمنة بأن على الفنان مسؤولية اجتماعية كبرى." تقول زينب العاني خلال هذا الحوار الصريح، المليء بالتفاصيل عن رحلتها الفنية، وأحلامها، وأفكارها حول الوسط الفني ونقده وممارساته. إليكم التفاصيل:
*كيف بدأت رحلتكِ مع الفن؟
-بدايتي كانت مليئة بالمغامرة والمجازفة، نشأت في عائلة عسكرية برتب عالية، وكان من الطبيعي أن يُرفض انخراطي في أي مجال فني. لم أجد ترحيبًا من الأهل في تطوير موهبتي، لكنني تمسّكت بحلمي. اخترت طريق الدراسة لدخول هذا العالم، فحصلت على دبلوم في السينما والتلفزيون، ثم بكالوريوس في الفنون الجميلة – التخصص ذاته.
* متى شعرتِ أنكِ وجدتِ نفسكِ كممثلة؟
- بالرغم من أنني مارست الإخراج في بداياتي إلا أنني وجدتُ نفسي أكثر في التمثيل. بعد مشاركاتي الأولى في الدراما، شعرت بالفخر حين نلت دعم أساتذتي في الكلية، واعتراف عائلتي بموهبتي. كما شكلت ردود أفعال الجمهور دافعًا كبيرًا لي، وكانت أولى دلائل النجاح.
* ما موقفكِ من "الكاستينغ" وهل ترين أنه قد يقلل من قيمة الفنان؟
- أبدًا، الكاستينغ اختبار ضروري لتطابق الشخصية مع من يؤديها. هو ليس تقليلًا من شأن الفنان، بل عملية فنية مهمة تهدف لاختيار الأنسب للدور، بناءً على ملامح الوجه، الصوت، تعبيرات الجسد، وحتى الانفعالات. إنها رؤية إخراجية وفنية متكاملة.
* هل كان مسلسل (زهرة عمري) انطلاقتكِ الحقيقية؟
- هو العمل التاسع لي، لكنه محطة مفصلية فعلًا. شخصية (نور) كانت مركبة ومعقدة: مزيج من الخير والشر، الانتهازية والندم. هذا التحدي ساعدني على اكتشاف أدواتي كممثلة واختبار قدراتي.
* في مسلسل (عفو عام)، كيف كانت تجربتكِ مع علاء الإبراهيمي؟ خاصة في مشاهد العنف؟
- كان العمل جريئًا من حيث النص والمعالجة الإخراجية. جسّدتُ شخصية (تهاني)، التي شكّلت ثنائيًا مختلفًا مع (علاء) في العمل. الكيمياء بيننا أضافت صدقًا للأداء. أما مشاهد الضرب، فكانت حقيقية تقنيًا، لكن أثرها النفسي عليّ كان عميقًا ولا يُنسى!
* ما المعايير التي تعتمدينها عند اختيار دور معين؟
- أول ما أبحث عنه في النص هو الخط الدرامي للشخصية والرسالة الاجتماعية التي يحملها العمل. أؤمن أن الفن وسيلة لتقديم رسالة نافعة للمجتمع، وليس فقط للترفيه. كما أنني أُفضّل (الفعل) في الشخصية على (كمية الظهور).
* هل تؤمنين بنظام (الكروبات) في الوسط الفني؟
- هذا النظام بدأ يتلاشى مؤخرًا. في النهاية، الفن الحقيقي يفرض نفسه. الموهبة هي الفيصل، لا العلاقات.
* ما رأيكِ بالنقد؟ وهل يجب أن يأتي فقط من مختصين؟
- النقد البنّاء ضروري لتقويم المسار الفني. لكن النقد غير المختص مشكلة حقيقية، خاصة إذا صدر من أشخاص يفتقرون لأبسط أسس التقييم الفني.
* هل يجب أن يتحلّى الفنان بالثقافة والشكل الخارجي الجيد؟
- الفنان واجهة بلده، عليه أن يثقّف نفسه، وأن يكون قدوة في السلوك والمظهر. الشكل مهم، لكن الأهم هو عمق الشخصية والثقافة العامة.
* ما الفرق بين زينب الفنانة وزينب في حياتها الخاصة؟
- لا فرق كبيراً. أنا أم وربة بيت مثل أية امرأة عراقية. أعيش حياتي بتفاصيلها الطبيعية، من تحضير الطعام إلى الضحك والصراخ والمداعبة. أشارك متابعيّ يومياتي على مواقع التواصل، وهذا يجعلني قريبة منهم بشكل حقيقي.
*هل تؤيدين معرفة الجمهور لكل تفاصيل حياة الفنان؟
- لا، هناك خصوصيات يجب أن تبقى محفوظة. ليس كل ما يُعرف يُقال، خاصة في حياة الشخصيات العامة.
* أخيرًا… ما حلمكِ الذي تحقق، وما الذي لا يزال قيد الانتظار؟
- حققت الحلم الأهم بجهدي الشخصي، وهو إيصال موهبتي للجمهور، لكن ما زالت لديّ طموحات أخرى، بعضها بسيط وبعضها يتطلب وقتًا وجهدًا. عندما تتحقق، سأشارك جمهوري بتفاصيل الرحلة.