حوار: محسن إبراهيم /
بدأت مشوارها الفني من بوابة الغناء، ثم أكملت رحلتها عبر التمثيل، لتجمع بين الحلم والدراسة. الفنانة دنيا علاء، التي احترفت الغناء ودرست التمثيل، تؤمن بأن "الفن الحقيقي لا يُختصر في لون واحد، بل هو امتداد لصوت داخلي يسعى إلى التميز لا إلى الشهرة العابرة." "الشبكة العراقية" التقتها لتحدثنا عن مشوارها الفني وتحدياته. *احترفتِ الغناء ثم اتجهتِ إلى التمثيل، كيف كانت تلك النقلة ولماذا قمت بها؟ - الغناء كان حلمي منذ الطفولة، وقراري دخول مجال التمثيل لم يكن تراجعاً عن الغناء، بل خطوة نحو التوسع في حضوري الفني. درست التمثيل وحصلت على البكلوريوس في الفنون الجميلة قسم السمعية والمرئية، وكنت على استعداد كامل للظهور كممثلة، فالتمثيل والغناء يكمل بعضهما بعضاً. *هل كان للبيئة والعائلة تأثير خاص في تكوين شخصيتك الفنية؟ - بلا شك، العائلة والبيئة كان لهما دور أساسي في صقل موهبتي. نشأت في محيط محب وداعم، ما ساعدني على اكتشاف قدراتي منذ وقت مبكر. دعم عائلتي منحني الاستقرار والثقة، والبيئة التي ترعرعت فيها شكلت ذوقي الفني وأسلوبي في اختيار الأعمال التي أشارك فيها. * كيف ترين الأصوات النسائية في الساحة الغنائية العراقية؟ - الساحة الغنائية العراقية لا تخلو من الأصوات النسائية المتميزة، وهناك أسماء برزت على المستوى العربي والعالمي، لكن -مع الأسف- تفتقر هذه المواهب إلى الدعم الكافي الذي تستحقه. *كيف كانت تجربتك الأولى أمام الكاميرا كممثلة؟ - كانت أول مواجهة لي مع الكاميرا في مسلسل (حلم وخيال). التجربة كانت مفعمة بالحماس والتحديات، أحب الكاميرا، ولديّ تجارب سابقة معها، لكنها في مجال التمثيل كانت مختلفة تمامًا. التحدي كان في تقديم أداء طبيعي ومقنع يتفاعل مع الكاميرا بشكل حي وصادق. * هل تفضلين الكم أم النوع في الأعمال الفنية؟ - بالتأكيد النوع هو الأهم. أنا أبحث عن الجودة في كل عمل أقدمه، وأحرص على المشاركة في أعمال تحمل رسالة وقيمة فنية حقيقية. * كيف تثبتين حضورك في ظل كثافة الوجوه الفنية الجديدة؟ - التميّز في هذا الزحام هو التحدي الحقيقي. أنا لا أبحث عن نجاح سريع، بل عن أعمال تبقى وتُحدث فرقاً. أؤمن بأن العمل المستمر والتطور الذاتي هما الطريق للثبات والتميّز، وأسعى دائمًا إلى أن أكون وفية لذاتي، وأن أترك أثرًا حقيقيًا في هذا المجال. * هل تطمحين إلى أن تكوني فنانة شاملة؟ - نعم، أنا فنانة شاملة بالفعل، وسأواصل الجمع بين الغناء والتمثيل. أجد نفسي فيهما، والحمد لله الجمهور تقبّلني في كلا المجالين. * هل الموهبة كافية كي يشق الفنان طريقه؟ - الموهبة وحدها لا تكفي. هي الأساس، لكنها تحتاج إلى شغف وعمل دائم وثقافة ووعي فني. الطموح والإصرار والجمال الداخلي وحضور الشخصية عوامل تسهم في نجاح الفنان واستمراره. *شاركتِ بأربع شخصيات مختلفة في أعمال رمضانية، كيف تعاملتِ مع هذا التحدي؟ - شاركت في أربعة أعمال هي: (عفو عام)، و(كمامات وطن)، و(الچنة)، و(قط أحمر). كان التحدي كبيرًا، لكنني تعاملت مع كل شخصية كأنها مشروع مستقل. ركزت على التفاصيل الدقيقة، مثل نبرة الصوت وحركات الجسد وطاقة الشخصية. فصلت بين الأدوار ذهنيًا وعاطفيًا، وكان التوفيق من الله. *ما الذي يجذبك لقبول شخصية معينة؟ - ما يجذبني هو عمق الشخصية واختلافها عن غيرها، أحب الشخصيات التي تحتوي على تحدٍ أو صراع داخلي، وتتيح لي استكشاف أبعادها النفسية والاجتماعية. هذا التنوع يثري تجربتي ويطور أدواتي كممثلة.