حوار: أميرة الزبيدي - تصوير: حسين طالب /
بخبرتها الأكاديمية وسنواتها، كلاعبة شاملة تنقلت بين ميادين السلة والطائرة واليد والقدم، إلى جانب ألعاب القوى والمبارزة والكاراتيه، تتحدث الأستاذة الدكتورة فاطمة عبد مالح، عميدة كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات – جامعة بغداد، عن واقع الرياضة النسوية في العراق، بنبرة لا تخلو من الأمل، برغم التحديات، واضعة إصبعها على جراحات التهميش، وقلة الدعم، وانهيار بنية الرياضة المدرسية، مؤكدة أن الأندية والاتحادات تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية. رياضة مقموعة عن مقارنة واقع الرياضة النسوية في الماضي والحاضر، تؤكد الدكتورة فاطمة أن الحاضر بلا شك أفضل، وتوضح: "في السابق، كانت الرياضة النسوية شبه معدومة، وكان يُنظر لها كأمر غير ملائم للنساء، سواء لأسباب ثقافية أو بسبب مفاهيم طبية خاطئة حول قدرة المرأة الجسدية. أما اليوم، فالفتيات يشاركن في مختلف الألعاب، من كرة القدم إلى رفع الأثقال، وهناك بطولات رسمية للسيدات وتغطية إعلامية نسبية." وتضيف: "لكن لا يزال الطريق طويلاً. التحديات باقية، مثل الفجوة الكبيرة في الرواتب مقارنةً بالرجال، وتراجع الاهتمام الإعلامي بالإنجازات النسوية." اللاعبة الشاملة وتتحدث عن تعدد الألعاب التي مارستها، قائلة:"قديماً، لم يكن هناك تخصص واضح في الرياضة النسوية، بل كانت اللاعبة تمارس أكثر من لعبة بحثاً عن فرصة للظهور. لم تكن هناك معسكرات ولا عقود احتراف. الرياضة كانت هواية وشغفاً، لا مهنة. حتى التدريب البدني كان عامّاً، لا يُقيّد اللاعبة بجسد مهيأ لنشاط واحد فقط." وعن تهميش الرياضة النسوية من قبل الأندية والاتحادات، تتحدث بصراحة: "الاتحادات تتحمل المسؤولية الكبرى، إذ لم تؤسس دوريات منتظمة أو بطولات جادة للنساء، ولم تضع برامج لاكتشاف المواهب، أما الأندية، فغالبيتها تعتبر الفرق النسوية عبئاً بلا مردود مادي أو جماهيري، وتفتح أبوابها شكلياً، دون خطط حقيقية لتطوير اللاعبات." وتتابع: "حتى البيئة المجتمعية والثقافية تحد من مشاركة النساء، ما يقلل الضغط على الأندية والاتحادات لدعم الرياضة النسوية. ولا ننسى الإعلام، الذي لا ينصف اللاعبات، ولا يسلّط الضوء على إنجازاتهن المحلية والخارجية." كنز ضائع وعن الرياضة المدرسية والجامعية، تعلق بحسرة: "هي الرافد الحقيقي للأندية والمنتخبات. المدرسة والجامعة هما المكان الأول لاكتشاف الموهبة. في الماضي كانت هناك بطولات منتظمة بين المديريات والمدارس، ومن خلالها تخرّج نجوم كبار في الرياضة العراقية." وتضيف: "اليوم هذا الدور تراجع بشدة بسبب ضعف الاهتمام بدرس الرياضة، وغياب البنية التحتية المناسبة، وانعدام التنسيق بين وزارتي التربية والشباب والرياضة. لا يمكن أن نبني رياضة وطنية بلا قاعدة مدرسية وجامعية قوية." تؤكد الدكتورة فاطمة أن قلة الدعم المالي تمثل أكبر عائق يواجه الرياضة النسوية في العراق، قائلة: "من دون تمويل حقيقي، لا معسكرات ولا بطولات ولا أدوات تدريب. اللاعبات يواجهن صعوبات حتى في الحصول على أبسط المستلزمات، وهذا يدفع كثيرات لترك الرياضة مبكراً رغم الموهبة." برؤية واثقة، تختم حديثها:"إذا أُتيحت لنا الإمكانيات اللازمة، ووجدت اللاعبات بيئة حاضنة من الدعم والتقدير، سنقفز سريعاً وندخل بقوة المنافسات العربية والدولية. لكن البداية يجب أن تكون من المدارس والجامعات، ومن تغيير النظرة المجتمعية للمرأة الرياضية.