بغداد : الشبكة العراقية /
اختُتمت يوم السبت 17 أيار في العاصمة بغداد، أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، بمشاركة واسعة من قادة وزعماء الدول العربية، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية. جاءت هذه القمة في ظل تحديات إقليمية ودولية متصاعدة، أبرزها استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في واحدة من أطول وأعنف الحروب التي شهدها القطاع. شهدت القمة حضورًا لافتًا من قادة الدول العربية، حيث أكد الزعماء والملوك ورؤساء الدول المشاركة على دور العراق المركزي في تعزيز الحوار الإقليمي، ودوره الفاعل في إرساء الأمن والسلم في المنطقة. كما شارك في القمة عدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس وزراء اسبانيا، بيدرو سانشيز، وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي. أكدت القمة التي عقدت تحت شعار (حوار وتضامن وتنمية) على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، ودعم جهود العراق في استعادة دوره الإقليمي والدولي، مشددة على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. مبادرات عراقية أعلن العراق خلال القمة عن 18 مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها مبادرة تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب، منها، إسهام العراق بمبلغ (عشرين مليون دولار) لإعمار غزة، ومبلغ (عشرين مليون دولار) لإعمار لبنان الشقيق. المُبادرةُ العربيّةُ لتحقيقِ الأمنِ الغذائيِّ من الحُبوب. مُبادرة بغدادَ لتعزيز التعاونِ العربي في مُواجهةِ التحدياتِ البيئيّةِ والتّغيرِ المُناخيّ. إطلاق مبادرة "عهد الإصلاحِ الاقتصاديِّ العربيِّ للعقدِ القادم"، التي تتضمن توفير بيئةٍ استثماريّةٍ مُتكاملةٍ ومُشتركةٍ للاستثمارِ العربيّ، وتحرير التِّجارة، وإنشاء المناطقِ التِّجاريّةِ الحرّة". المُبادرة العربيّة لتوفيرِ مَلاذٍ آمنٍ للمُتضررينَ من الكوارثِ والمخاطرِ وتعزيزِ أمنِ الإسكانِ العربيّ. مُبادرةٌ شاملةٌ لدعمِ الدُّولِ العربيّةِ لِمجموعةِ العملِ الماليِّ لمناطقِ الشَّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا ومجموعةِ وحدةِ الاستخباراتِ الماليّة. إطلاق المُبادرة العربيّة لتوفيرِ مَلاذٍ آمنٍ للمُتضررينَ من الكوارثِ والمخاطرِ وتعزيز أمنِ الإسكانِ العربيّ. مُبادرة شاملة لدعمِ الدُّولِ العربيّةِ لِمجموعةِ العملِ الماليِّ لمناطقِ الشَّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا ومجموعة وحدةِ الاستخباراتِ الماليّة. وإطلاق تَأسيسُ المركزِ العربيِّ لحمايةِ البيئةِ من المُخلّفاتِ الحربية. مُبادرةُ إنشاءِ المركزِ العربيِّ للذَّكاءِ الاصطناعيِّ في بغداد. إنشاءِ المجلسِ العربيِّ للتّواصلِ الشّعبيِّ والثّقافيِّ بين الدّولِ العربيّة. إطلاق مُبادرةَ غُرفةِ التّنسيقِ العربيِّ الأمنيِّ المُشترك. تأسيسَ المركزِ العربيِّ لمُكافحةِ الإرهابِ في بغداد. وتأسيسُ مركزِ تنسيقٍ عربيٍّ لمُكافحةِ المُخدّراتِ في بغداد. تأسيسُ المركزِ العربيِّ لمُكافحةِ الجريمةِ المُنظّمةِ العابرةِ للحدودِ الوطنيّة، ومقرُّهُ بغداد. كما قدّمَ العراقُ مُقترحَ إنشاءِ (مجلسِ وزراءَ التِّجارةِ العربِ) ليكونَ الجهازَ التّنسيقيَّ والتّنفيذيَّ المعنيَّ بمتابعةِ مِلفِّ التِّجارةِ العربيّة، وتحقيقِ الاستجاباتِ العربيّةِ المُشتركةِ لمُواجهةِ التحدياتِ الإقليميّةِ والدُّوليّة. إعلان بغداد كما أعلن قادة الدول العربية في بيان لـ "إعلان بغداد" الصادر عن القمة العربية، دعم وحدة الأراضي السورية، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الاراضي السورية، فيما جرى التأكيد أهمية دعم الجهود التي تبذلها كل من العراق، ومصر، والسودان، وسوريا، لضمان حقوقها المائية المشروعة. وفيما يلي أبرز ما جاء في إعلان بغداد القضية الفلسطينية: نُؤكد على مركزية القضية الفلسطينية بكونها قضية الأمة وعصب الاستقرار في المنطقة، ودعمنا المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة. نُطالب بوقف فوري للحرب في غزة ووقف جميع الأعمال العدائية التي تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء. ونحث المجتمع الدولي، ولاسيما الدول ذات التأثير، على تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء. دعوة جميع الدول لتقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة التي اعتمدتها القمة العربية بتاريخ 4 آذار/ مارس 2025، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في 7 آذار/ مارس 2025 بجدة، بشأن التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة. والترحيب بالمقترحات والمبادرات التي تقدمت بها الدول العربية لإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، وفي مقدمتها دعوة رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق محمد شياع السوداني في القمة العربية الطارئة في القاهرة 2023، والقمة العربية الإسلامية في السعودية 2024، لإنشاء صندوق عربي-إسلامي لإعادة إعمار غزة ولبنان. نُرحب بتشكيل مجموعة عمل مفتوحة العضوية لمتابعة إنشاء صندوق بالتعاون مع الأمم المتحدة، لرعاية أيتام غزة. نُجدد التأكيد على مواقفنا السابقة بالرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطيني من أرضه، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر. نرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها بتاريخ 10 مايو/ أيار 2024م بشأن طلب دولة فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بتأييد من 143 دولة. الأوضاع في الوطن العربي نؤكد على احترام خيارات الشعب السوري -بكل مكوناته وأطيافه- والحرص على أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، الذي ينعكس على أمن واستقرار المنطقة. نؤكد دعمنا الدائم للجمهورية اللبنانية في مواجهة التحديات والحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، وحماية حدودها المعترف بها دوليا. نؤكد تضامننا الكامل مع الجمهورية اليمنية في حفاظها على سيادتها ووحدتها ودعم الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن. نؤكد على أهمية إيجاد حل سياسي لإيقاف الصراع في السودان بالشكل الذي يحفظ سيادته ووحدة أراضيه، وسلامة شعبه. نؤكد على دعمنا الكامل إلى دولة ليبيا، وحلّ الأزمة فيها عبر الحوار الوطني وبما يحفظ وحدة الدولة، ويحقق طموحات شعبها واستقرارها الدائم، ورفض جميع أشكال التدخل في شؤونها الداخلية. نؤكد دعمنا لجمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها وفي إرساء دعائم الأمن والاستقرار عبر مساهمة الدول العربية في تعزيز قدراتها وتمكينها من الاستجابة للتحديات التي تواجهها في المرحلة الراهنة. العمل المشترك لمواجهة التحديات التأكيد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. نوكد على أن الأمن المائي يشكل ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي العربي، ونشدد في هذا السياق على أهمية دعم الجهود التي تبذلها كل من جمهورية العراق، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية السودان، والجمهورية العربية السورية، لضمان حقوقها المائية المشروعة. نشدد على أهمية استمرار تضافر الجهود من أجل تعزيز القدرات العربية الجماعية في مجال الاستجابة للتحديات التنموية الراهنة وفي مقدمتها الأمن الغذائي والصحي والطاقة ومواجهة التغيرات المناخية. مكافحة الإرهاب نؤكد موقفنا الثابت في إدانة جميع أشكال وأنماط الإرهاب والأفكار المرتبطة به، والأعمال والنشاطات الإرهابية التي تقوم بها العصابات الإرهابية، لاسيما داعش والقاعدة، والجماعات والأفراد المرتبطة بهم، التي تُمثل الخطر الفاعل في المنطقة العربية بشكل عام. نُرحب بجهود حكومة جمهورية العراق الشقيقة في مواجهة ومحاربة الوجود والتهديدات الإرهابية، ونثمن عالياً التضحيات التي قدمها الشعب العراقي وجيشه وأجهزته العسكرية والأمنية كافة. كما نشيد بقرار الحكومة العراقية بتأسيس (المركز الوطني لمكافحة الارهاب ومنع التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب) بوصفه خطوة بناءة لتطوير الآليات الوطنية. ندعو إلى تفعيل الإجراءات الرادعة لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتحريض، لما لها من تأثير سلبي على السلم المجتمعي واستدامة الأمن والسلم الدوليين. نرحب بإعلان حكومة جمهورية العراق، بوصفها الرئيس المشارك للمجموعة الدولية لدول أصدقاء ضحايا الإرهاب، لاستضافة المؤتمر الدولي القادم لضحايا الإرهاب في بغداد في 2026. ونؤكد على دعمنا الكامل لحقوق ضحايا الإرهاب ولجهودهم في إعلاء أصواتهم. نؤكد على أهمية تعزيز الأمن السيبراني في إطار العمل العربي المشترك، لحماية البنى التحتية الرقمية والبيانات، ومواجهة التهديدات السيبرانية عبر تطوير استراتيجيات عربية موحدة لضمان فضاء إلكتروني. الأوضاع الإقليمية والدولية نعرب عن تعازينا الخالصة بوفاة قداسة البابا فرنسيس خورخي ماريو في 21 نيسان/ أبريل 2025، مستذكرين جهود قداسته ودوره الإنساني في تعزيز قيم السلام العالمي والحوار بين الأديان. نؤكد على أن التوترات المتصاعدة على الساحة الدولية تسلط الضوء على تراجع الدبلوماسية مقابل استخدام القوة في تسوية الخلافات والنزاعات. ونؤكد على الحاجة الملحّة لحلول مستدامة في المنطقة عبر الحوار والدبلوماسية وعبر جهود المساعي الحميدة. نؤكد من جديد حرصنا على التعاون الوثيق مع منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.