حوار : أميرة محسن /
بالرغم من الصعوبات التي تواجهها الرياضة النسوية في العراق، تبرز أسماء تفرض حضورها بالإصرار والإبداع. ومن بين هذه الأسماء اللاعبة سناريا عبد الستار، حارسة مرمى المنتخب العراقي لكرة اليد، التي استطاعت أن تثبت مكانتها في اللعبة محليًا، وتمثّل العراق بكل فخر. سناريا لم تكتفِ بكونها رياضية مميزة، بل أثبتت حضورها أيضًا في مجالات متعددة، كالتجميل، والتدريب الرياضي، والأعمال اليدوية، لتكون نموذجًا للمرأة العراقية الطموح التي تجمع بين القوة والرقة، وبين الطموح والواقعية. في هذا الحوار، تتحدث لـ "الشبكة العراقية" عن بداياتها، وطموحاتها، ومواقفها من التجميل، وأمنياتها للمستقبل: * كيف كانت بدايتك؟ ولماذا اخترتِ لعبة كرة اليد؟ - قصتي مع كرة اليد طويلة. أنا خريجة كلية التربية الرياضية – جامعة صلاح الدين، تخصص كرة اليد، سنة 2001 - 2002. بدأت هاوية منذ سنوات الدراسة، ثم تخصصت فيها خلال المرحلة الرابعة. ولا أنسى أن أشكر الدكتور حامد أحمد الذي كان له الدور المهم في استمراريتي. علمًا بأني بدأت اللعب عام 2008 مع فريق فتاة أربيل، عندما كانت السيدة كافية رئيسة النادي، وهي لا تزال من أبرز الداعمات للرياضة النسوية. * ما النادي الذي تمثلينه حاليًا؟ وهل شاركتِ في بطولات محلية أو إقليمية؟ - ألعب حاليًا مع فريق نادي النجمة – الديوانية، كما شاركت في بطولات محلية عديدة، منها بطولة كردستان، التي كانت تُقام كل سنتين، كما مثّلت أندية شمالية كثيرة في مواسم مختلفة، وحققت نتائج مهمة. كذلك مثلت نادي القلعة، وفتاة أربيل، وئالا، وشقلاوه، والنجمة. * منذ متى وأنتِ ضمن صفوف المنتخب العراقي لكرة اليد؟ - أنا مع المنتخب العراقي منذ عام 2017 وحتى الآن. * هل هناك فرق بين دوري كردستان والدوري المحلي في بغداد؟ - لا يوجد فرق كبير من حيث الأداء، لكن ما يميز دوري كردستان هو أن جميع الفرق من المحافظات يمكنها المشاركة، وهو ما يمنح فرصًا أوسع للتنافس. * كيف تقيّمين واقع كرة اليد النسوية في العراق؟ - لدي شهادات كثيرة في مجالات رياضية، ولو كنت في دولة أوربية، لكان وضعي مختلفًا تمامًا من حيث الدعم المادي والمعنوي. للأسف، هناك تقصير واضح في كرة اليد النسوية في العراق، إذ لا توجد ملاعب كافية، ولا تدريب منتظم. نحن مجموعة من اللاعبات ننتظر بطولة للمنتخب ولا نجد مكانًا نتمرّن فيه! نضطر للذهاب إلى الجِم، أو البارك، أو المسبح، أما الملاعب فهي نادرة، وإن وُجدت لا يسمحون لنا بالتدريب فيها. لكن لدينا أمل مع وجود رئيس الاتحاد الدكتور أحمد رياض، الذي وعد بدعم البطولات، وتوفير مشاركات خارجية، وإنشاء مدارس ومراكز لكرة اليد. نشكر أيضًا المدرب حمودي ناصر على حرصه ومتابعته. * هل تتلقون دعمًا من أية مؤسسة رياضية؟ - للأسف، لا يوجد أي دعم من المؤسسات الرياضية. * ما طموحك في كرة اليد؟ - أن أكون أفضل حارسة مرمى على جميع المستويات، وأن أحترف خارجيًا. * ما هواياتك الأخرى إلى جانب كرة اليد؟ - الرسم، والخط، والحلاقة، والأعمال اليدوية، مثل صناعة الشموع والحجر والريزن، والغناء أيضًا. * من هو مثلكِ الأعلى في حراسة المرمى؟ - محليًا سناء أحمد، وعالميًا الحارسة النرويجية سولي سولبرغ. * ماذا تعني لكِ شارة الكابتن؟ - المسؤولية والحرص، وهي شرف كبير، لأنها تمثل القيادة داخل الملعب، وكأنها المدرب الثاني. * ما أمنيتك الكبرى في اللعبة؟ - أن تتطور لعبة كرة اليد في العراق، وأن نحظى بالدعم الذي يمكّننا من المنافسة عربيًا وعالميًا. * هل تعتبرين كرة اليد مجرد هواية أم مسار حياة؟ - كرة اليد بالنسبة لي عشق لا ينتهي، ليست مجرد هواية، بل مسار حياتي. * من هي سناريا.. بعيداً عن كرة اليد؟ - إنسانة طموح وفعالة في المجتمع. أحب شرب القهوة صباحًا، وأهتم بالجمال والعناية بالبشرة. أحب الهدوء وروح الفكاهة، وأسعى دائمًا لخدمة وطني ودعم النساء. أمتلك مركزًا صحيًا تجميليًا، وأعمل مدربة سباحة ورشاقة، واختصاصية تغذية. عندي شغف بالأعمال اليدوية، وأدعم المشاريع الصغيرة من خلال السوشيال ميديا. لا أهتم كثيرًا بالموضة، لكني أعشق الكتب، والفضل في ثقافتي لوالدي – رحمه الله – الكاتب والمترجم المعروف. أنا ضد عمليات التجميل الحديثة، لأنها أصبحت تشويهًا لا تجميلًا. ولو لم أكن رياضية، لتمنيت أن أكون رسامة عالمية وصانعة تماثيل بشرية من الشموع.
