100%
كربلاء / عبد الحسين بريسم
علي بريسم
شهدت محافظة كربلاء المقدسة أكبر عرض مسرحي في تاريخها، حيث استضافت مسرحية (المحشر)، العمل الذي يعدّ الأضخم في العراق، بمشاركة أكثر من مئة ممثل عراقي وإيراني.
العمل المسرحي الاستثنائي، الذي رعته هيئة الحشد الشعبي، امتد على مدار عشرة أيام من العروض المتواصلة، وسط حضور جماهيري غفير تدفق من مختلف المحافظات، إذ امتلأت القاعة بالمشاهدين الذين خاضوا تجربة وجدانية فريدة، امتزج فيها التفاعل الحي مع خشوع اللحظة المسرحية، في عرض حمل بين مشاهده رهبة الحساب ونقاء النية.
أكبر عرض
المسرحية تميزت بقوة الأداء الفني والإخراج المبدع، موضوعات روحانية عميقة، أضاءت على لحظة المحشر، متطرقة إلى رحلة الإنسان في عالم البرزخ. العمل قدم رؤية درامية مؤثرة تستند إلى المصادر الدينية الموثوقة، مثل القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم، ما جعله عملًا مميزًا يحاكي الخوف والرجاء في اللحظات الأخيرة.
في حديثه عن العمل، أوضح المخرج المساعد علي الموسوي أن فريق العمل انهمك بالتحضير للمشروع الضخم قبل فترة طويلة لضمان إتقانه وتجنب الأخطاء، إذ جرى التركيز على تدريب الممثلين لإيصال الرسالة بشكل فعال، ونجح في جعل المشاهد يتفاعل مع أحداث المسرحية.
كما عبّر الممثل الإيراني كوروش زارعي، عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل المسرحي الذي يقدم فيه شخصية (عمر بن الحجاج المدهيجي)، إذ قال: "هذه المسرحية تحث الجمهور على أهمية الأعمال الصالحة في الدنيا، إذ إن ما يقوم به الإنسان سيجده في الآخرة، وهو ما يجعل العمل أكثر تأثيرًا في نفوس المتابعين."
لحظات عميقة
من جانبه، تحدث الفنان الفوتوغرافي حكمت العياشي عن الجوانب البصرية للمسرحية قائلًا: "تتجسد اللحظة العميقة التي تختلط فيها مشاعر الرجاء والوجل من خلال الضوء والظلال، وكذلك الأزياء والإخراج المسرحي الذي يحاكي رهبة الموقف، ما يعكس الصراع الأبدي بين العدل والندم، وبين الرحمة والعذاب."
فيما أوضح المنسق الإعلامي لفريق عمل المسرحية، عبد الله عدنان، أن "المسرحية تهدف إلى تقديم رسالة ثقافية وروحية عن العدالة الإلهية، إذ تناولت من خلال العروض لحظة الحساب وما بعد الموت، مع التركيز على مكانة الشهداء وتجسيد قيم التضحية والفداء بأسلوب فني متميز."
وأشار إلى الحضور الجماهيري الكبير، ولاسيما العائلات الكربلائية التي تفاعلت بعمق مع كل مشهد، وسط أجواء من التأمل والروحانية.