زياد العاني - تصوير: وكالات /
أُسدل الستار على فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون في دورته الثانية عشرة، بعد أسبوعٍ حافل بالفن والشعر والموسيقى، وحضور جماهيري لافت أعاد لبابل بريقها كمهد للثقافة العراقية وملتقى لحضارات الشرق. حفل الختام، الذي أُقيم على خشبة المسرح البابلي، جاء احتفاليًا ومؤثرًا، حيث قُدمت عروض موسيقية راقصة مستوحاة من الفلكلور العراقي، إلى جانب عرض بصري يُوثق أبرز لحظات المهرجان على مدى أيامه، من أمسيات شعرية وعروض مسرحية، إلى معارض الفن التشكيلي والجلسات النقدية. البداية كانت مع عرض نابض بالحياة لفرقة (عمون) للفنون الشعبية الأردنية، تلاه أداء لفرقة (أوسكار بابلون) الذي تفاعلت معه الجماهير بحرارة.. وجاءت العروض التي احتضنها المسرح البابلي متتالية بباقة من الفعاليات الجميلة، عكست التنوع الثقافي والفني للمشاركين من مختلف الدول. في تصريح له خلال الحفل، أكد الدكتور علي الشلاه، رئيس المهرجان أن "هذا المهرجان ليس مجرد منصة لعرض الفنون، بل هو رسالة حياة تنطلق من بابل إلى العالم. نُثبت من خلاله أن الثقافة تظل الأمل الذي يعبر بين الشعوب، والجسر الذي يربط الأمم، وأن هذه الدورة تضمنت فعاليات ثقافية وفنية وأسماء إبداعية كبيرة من 80 دولة وولاية، متعددة الثقافات واللغات، من العراق وقطر ومصر وسوريا ولبنان والجزائر والمغرب والبحرين والإمارات والكويت وعُمان وفلسطين والأردن وسائر الدول العربية، بالإضافة إلى إسبانيا وسويسرا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا وإيران والهند واليونان وبولندا والنمسا وإيرلندا وروسيا وماليزيا وكولومبيا وأميركا والبرازيل." وكانت هناك لحظات بارزة في الحفل الختامي، منها الكلمة المؤثرة التي ألقتها الفنانة الأردنية العريقة جولييت عواد، التي استعرضت مسيرتها الطويلة في عالم الدراما العربية. وقالت بتأثر: "الفن رسالة تُورث، وأنا اليوم أقف أمامكم لأشارككم ما تعلمته من شغف، ومن وطن اسمه المسرح." وفي إطار الفعاليات الختامية، نُظمت ندوة خاصة بعنوان (الدراما العراقية بين الواقع والطموح)، أدارها الإعلامي كروان كورجي. وقد شارك في الندوة كل من محمود أبو العباس، ووديع نادر، وعلي فاضل، وبان علي. وقد ناقشت الندوة التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الدراما العراقية اليوم، كما دعت إلى ضرورة دعم جيل الشباب وتوفير الفرص له لابتكار محتوى يناسب تاريخ العراق الفني العظيم. مع اختتام فعاليات المهرجان، طُويت صفحة الدورة الثانية عشرة من مهرجان بابل للثقافات والفنون. إلا أن المهرجان، كما قال القائمون عليه، ترك خلفه طيفًا من الأمل ورسالة قوية تؤكد أن الثقافة لا تموت، بل تتجدد مع كل فكرة، وكل موهبة، وكل لحن ينبض بالحياة. كما جرى تكريم مجموعة من المبدعين والفنانين الذين تركوا بصمتهم في الساحة الفنية، إلى جانب كلمات ختامية عبّرت عن أهمية استمرار هذا المهرجان الثقافي المهم، برغم التحديات.