يعـــــود تاريخــــــــه لآلاف السنيـــــــــــــن لالش... أقدم معابد الإيزيديين

أربيل/ خالد كويي يعتبر معبد لالش أقدم وأهم مكان ديني للإيزيديين في العراق والعالم، إذ يعتبر مركزاً روحانياً ومعبداً دينياً يجري فيه أداء الطقوس والعبادات الدينية الخاصة بهم، ويضم ضريح الشخصية الدينية البارزة في تاريخهم، (آدي بن مسافر)، ويلفظ أحياناً (عدي)، (توفي عام 1162)، الذي يتوجه الحجاج لزيارته في مناسباتهم الدينية وأعيادهم، من أبرز الأعياد الإيزيدية (الأربعاء الأحمر) أو (سري سال)، ويحتفل خلاله بموسم الخصب، ويحتفل به في شهر أبريل / نيسان من كل عام، إضافة لعيد (جمايا شيخادي)، أو عيد (الجماعية)، وهو أقدس أعيادهم، إذ يحتفلون به عند انتصاف السنة. خميرة الأرض المعبد الواقع في قضاء (شيخان) على بعد عشرة كيلومترات شمالي مدينة (عين سفلي)، تحدث عنه الباحث والكاتب في الشأن الإيزيدي عز الدين باقسري قائلاً: "معبد لالش معبد مقدس لدى الإيزيدية، ويعتبر من المناطق الأثرية القديمة، ووفقاً للنصوص الدينية، فإن لالش تعني (خميرة الأرض)، وقد تكون التسمية مشتقة من (لاكش) السومرية أو الكوتية، التي تعني الحضرة والنور والحياة، أو من (ليشا) التي تعني (العجينة المقدسة) في الآرامية أو السريانية، وتسمى المناطق المحيطة بالمعبد بـ (مركه)، وقد جاءت من (مهر)، التي تعني الشمس و(كه) التي تعني المكان أو المنطقة، لذا فإن (مركه) تعني موطن الشمس أو الأقوام الشمسية." وأشار (باقسري) إلى أن "الآراء تضاربت حول معبد لالش، إلا أن معظم الباحثين والمؤرخين يتفقون – بحسبه – على أن منطقة لالش كانت مسكونة من قبل أقوام عديدة التجأت إليها في مراحل تاريخية مختلفة، حيث قصدها الفارّون وطالبو الأمان والسلامة منذ أزمان طويلة، فسكنتها جماعات آشورية بعد سقوط نينوى عام 612 قبل الميلاد، التي ظلت تمارس عبادتها إلى أن لحقت بها جماعات بعد سقوط الحضر في أواسط القرن الثالث الميلادي. وهاجرت إليها جماعات زرادشتية من منطقة (ايزل) ببلاد فارس في أثناء الفتوحات الإسلامية." مضيفاً: "كما أن هذه المنطقة كانت مسكونة بالأصل من قبل جماعات دينية تنتمي لعقيدة (مزنايسنا)، فامتزجت هذه الجماعات بعضها مع بعض بمرور الزمن، وأطلق عليها الجماعات الشمسية، أو الشمسانية." أبواب مفتوحة للجميع للإيزيدي دعاء يردده في الصباح والمساء وعند زيارة معبدهم، يقول فيه: "يا الله احفظ كل الناس، يا الله اعطِ الخير لكل الناس، يا الله حقق أمنية كل الناس ثم لي." لهذا تجد أبواب المعبد مفتوحة أمام الجميع، من كل الأديان والقوميات. الكاتب والتربوي لقمان سليمان، المسؤول الإعلامي عن المعبد، أوضح في حديثه لـ "الشبكة العراقية" أن "(لالش) هو المعبد الوحيد للديانة الإيزيدية، وجميعهم مرتبطون روحياً بهذا المكان المقدس، إذ إن كل الإيزيديين لابد لهم من زيارة المعبد ولو مرة واحدة، من أجل أداء مراسم التعميد في العين البيضاء، وهي نبع ماء مقدس في المعبد، حيث يقوم سادن، أو سادنة، المعبد بتعميد الأطفال، ويرش الماء المقدس ثلاث مرات على وجه الطفل أو الطفلة، ويطلب من رب العالمين الصحة والسلامة للأطفال." تاريخ المعبد المعبد قديم جداً، يعود تاريخه تقريباً إلى 3500 سنة، وتعيش فيه عائلة واحدة مع ثلاثة من التاركين (ممن نذروا أنفسهم لخدمة المعبد)، اثنان من الذكور وأنثى واحدة، هؤلاء التاركون هم زاهدون ولا يتزوجون، يهتمون بأمور المعبد، ترميمه وتنظيفه وزراعة الأشجار فيه، كما أنهم يشاركون في الطقوس التي تقام داخل المعبد، واحد من أهم أعمالهم قيامهم يومياً، قبل غروب الشمس، بإشعال 365 قنديلاً مصنوعاً من القطن مع زيت الزيتون، وذلك لإعادة نور الشمس إلى المعبد. أهم الأعياد أما عن أعيادهم، فقد تحدث الصحفي عزيز شركاني قائلاً: "أهم الأعياد التي تقام في المعبد، عيد (الجماعية)، ومن طقوسه أن يتجمع الإيزيديون في المعبد من داخل العراق وخارجه، لتقديم القرابين." مضيفاً: "لدينا أيضاً أربعينية الصيف، وأربعينية الشتاء، وفيهما يصوم رجال الدين أربعين يوماً، يمتنعون فيها عن الطعام والشراب حتى غروب الشمس، إضافة للكثير من المراسيم والطقوس التي تقام في المعبد."