كوميديا

اعمدة

كوميديا
100%
جمعة اللامي "الشعر ضرورة... وآه لو أعرف لماذا" (جان كوكتو) بهذه العبارة يبدأ الكاتب النمساوي آرنست فيشر الفصل الأول المعنون: "وظيفة الفن" من كتابه: "ضرورة الفن"، في ترجمة أخيرة، أو "الاشتراكية والفن"، كما صدر بالقاهرة سنة 1966. كوميديا. جرى تغيير العنوان، ليلائم خطاباً كان سائداً بمصر في حينه، على حساب الأمانة، وربما على حساب المؤلف ذاته، إذ إن قوانين الملكية الفكرية في بلداننا العربية، في حينه، لم تكن معروفة أبداً. وقد يجد بعض العرب عذراً لهذا التلاعب في الكتاب. تماماً مثلما يجد بعض آخر من العرب تبريراً لأحد الممثلين عندما يعتدي على زميلته، وعلى خشبة المسرح، وأمام الجمهور، بكلمات نابية، وأوصاف قبيحة، بحجة إضحاك الجمهور. هذه مدرسة لها أساطينها. وفي الإعلام نجد أيضاً تعبيراً لها، يقول لك أحدهم: مالك وهذه الهموم الثقيلة؟ انظر إلى ما حواليك، الناس تريد السريع والسريع، في المأكل والمشرب، فلماذا لا تكتب شيئاً مثل هذا؟ مثل هذا؟ هل وصلت الرسالة؟ يبصق ممثل في وجه ممثل آخر، على المسرح، وبين أيدي الجمهور، وهو يسمي عمله القبيح هذا: كوميديا. ويبقى مصراً على رأيه، فيضرب فردة عحيزته اليسرى، بقدمه اليمنى، ويقول: هذا هو الفن. هذا القول الشائن، والفعل المماثل له، صحيح تماماً عندما نفهم عبارة الرسام موندريان حول انعدام التوازن في الوضع الإنساني. فما دام هذا التوازن مفقوداً بين الإنسان وبين وضعه في مجتمعه، يكون الفن، حتى التعبير الهابط عنه، تعويضاً. يحلم أحدهم بمسكن مناسب، وعندما لا يجده، أو عندما يعرف أن السبب يعود إلى وضع "خارج" عن إرادته يغبط القرد الذي على الشجرة، والخلد الذي في جحره، والقملة التي في الملابس الداخلية لأحد عمال الميكانيك في مرآب قذر. وحين لا تعرف مبادئ القراءة والكتابة، ولا تفرق بين "الفَرْق" و”الفَرَق”، فأي فن هذا الذي تعبر عنه، أو يعبر عنك؟ كوميديا على كوميديا، من الباب إلى المحراب. كوميديا في المسرح، والشعر، والرواية، والتصوير. كوميديا في الجوائز والمناسبات الثقافية، وندوات التوجيه. كوميديا من الألف إلى الياء. انظر الآن حولك، وستعرف أن كوميديا ادعاء المعرفة، هي كوميديا الأخطاء والخطايا ذاتها، في مجتمعات قائمة على تغييب مفهوم الإنسان الحر، الذي ولد حراً، لكنه مستعبد، ويستعبد. وبعضنا يقبل بهذه الكوميديا.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج