هل تستخدم التكنولوجيا الرقمية لتسليح روبوتات تقتل البشر؟

إعداد وترجمة/ أحمد المولى شغلت الباحثة مارغريت بودن، بفضل مؤلفاتها عن الذكاء الاصطناعي، وصِلته بعلم الإدراك وعلم النفس وعلوم الدماغ واللغة، مكانة مهمة في هذا المجال. مارغريت بودن هي خبيرة تقنية وأستاذة في علوم الحاسوب والعلوم المعرفية (الإدراكية) في جامعة ساسكس البريطانية، وهي أيضًا عالمة نفس ومفكرة، وتُعدّ مرجعًا عالميًا في دراسة الذكاء الاصطناعي. بدأت بودن البحث في مجال الذكاء الاصطناعي منذ خمسينيات القرن الماضي، حتى قبل أن يُطلق عليه هذا الاسم. أعجوبة تكنولوجية في أحد كتبها (الذكاء الاصطناعي.. مقدمة موجزة جدًا) تدعو القراء إلى استكشاف الذكاء الاصطناعي، ليس فقط كأعجوبة تكنولوجية، ولكن كعدسة يمكننا من خلالها فهم الذكاء البشري والحيواني فهمًا أفضل. وكيف أنه يغير فهمنا لأنفسنا. تكشف بودن كيف أثبت الذكاء الاصطناعي قيمته، التي لا تقدر بثمن، للبيولوجيين وعلماء النفس واللغويين، إذ يقدم وجهات نظر جديدة حول الذاكرة والتعلم واللغة. متداولة بمهارة فرضية (التفرد) - فكرة أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر - بنظرة متوازنة، إذ تُقر بالأمل الكبير المرتبط بها، ولكن في الوقت نفسه تعترف بحدود معرفتنا الحالية وما لا يزال مجهولًا بشأنها. ولعل الأكثر إقناعًا هو حجة بودن بأن السعي وراء الذكاء الاصطناعي قد عمّق تقديرنا لتعقيدات عقول البشر والحيوانات. فمن خلال محاولة محاكاة الذكاء، نتعلم المزيد عن مكوناته الأساسية والصفات الفريدة التي تحدد مشهدنا المعرفي. هل سنرى بحلول عام 2050 روبوتات تتفوق على البشر؟ تؤكد أنها لا تخشى أن تتفوق الروبوتات في ذكائها على البشر. وتوضح أنها عندما تتحدث عن الروبوتات، لا تقصد الأجهزة التي تتحرك على الأرض، بل الأنظمة التي نتفاعل معها عبر الصوت أو من خلال الشاشات. الروبوتات والبشر يجرؤ بعض المستقبليين، مثل مدير الهندسة في جوجل المثير للجدل كاي كرزويل، على تحديد عام 2030 ليكون موعد (التفرد)، وهي اللحظة التي سيتجاوز فيها الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري. في ذلك الحين. تنبأ كرزويل بأن العقول البشرية ستكون قادرة على الاتصال بالسحابة، ما سيمكننا من إرسال الرسائل والصور مباشرة إلى الدماغ واستعادة أفكارنا وذكرياتنا رقميًا. تعارض بودن هذه الافكار. وتقول: "نحن حتى لا نفهم كيف يعمل الدماغ البشري، ولم نجد إجابة علمية ولا حتى فلسفية على ماهية الوعي البشري.. وقد لا نصل إلى فهم ذلك أبدًا." وتشدد بودن على أن "هناك كثير من الأشخاص الذين يعدون بأكثر مما يمكن أن تحققه هذه التكنولوجيا على الإطلاق. إنه جهل أن تعد بأشياء لا معنى لها". تعتقد هذه الخبيرة التكنولوجية والمُفكرة أن الروبوتات لن تكون لديها مشاعر، ولن تكون، على الأقل قبل نهاية هذا القرن، أذكى من البشر. على الرغم من وجود أنظمة ذكاء اصطناعي بالفعل أفضل من البشر في مهام محددة، مثل الفوز على بطل العالم في الشطرنج على سبيل المثال. لكن هذا النظام نفسه لن يعرف كيف يكتب قصيدة. "فكرة أن جميع مشكلات البشر سيتم حلها بواسطة الخوارزميات لا معنى لها لسببين." تشرح بودن في محاضرة لها في مؤسسة تليفونيكا الإسبانية، وتوضح: "أولًا، لأنه من الصعب جدًا فهم الدماغ البشري وما زلنا لا نعرف الكثير عن كيفية عمله؛ وثانيًا، لن تتفوق علينا الروبوتات لأنها لا تريد ذلك، ليست لديها أهداف خاصة أو طموح، وتفتقر إلى المشاعر والدافع للسلطة." المسؤولية الأخلاقية لكن ما يقلق بودين حقًا بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي هو ما سيفعله البشر به. ففي حال وقوع أي حدث كارثي، ستبقى المسؤولية دائمًا على عاتق الإنسان. لذلك، تصر على ضرورة محاولة عدم خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة، وأن يتم تنظيمه. "لا توجد روبوتات أخلاقية، لأنها لا تتحمل ذنب ما تفعله." كما أوضحت في محاضرتها. وتضيف: "المسؤولية الأخلاقية يجب أن تبقى في جانب الإنسان." وهي لا تخفي خوفها من أن يجري استخدام الذكاء الاصطناعي في حرب تسلح تسمح للروبوتات بقتل البشر.