أحمد رحيم نعمة
اختتمت -مؤخرًا- بطولة كأس ملك تايلند الـ51، وتوّج فيها المنتخب الوطني العراقي باللقب، بعد فوزه على المنتخب التايلندي بهدف دون رد سجله اللاعب مهند علي. وعلى الرغم من النقص العددي الذي عانى منه المنتخب، بسبب حصول لاعبَين على البطاقة الحمراء، قدم الفريق مباراة قوية ومثيرة، ليحسم بذلك البطولة لصالحه. تأتي هذه البطولة ضمن استعدادات الأسود لمباراتي الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم، حين يواجهون المنتخب الإندونيسي في 11 تشرين الأول المقبل، قبل أن يخوضوا المباراة المصيرية أمام المنتخب السعودي في 14 من الشهر نفسه. مشاركة منتخبنا في البطولة كانت فرصة للكادر التدريبي بقيادة غراهام أرنولد للاطلاع على جاهزية اللاعبين ومعرفة الأخطاء التي وقعوا فيها، وتقييم مستوياتهم البدنية والفنية قبل خوض مباراتي الملحق الحاسمتين. تجربة ناجحة قال مدرب المنتخب الوطني أرنولد: "لقد كسبنا البطولة بجدارة، وكانت بمثابة مباريات تحضيرية لمباراتَي الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم. أشركنا معظم اللاعبين في المباراتين للوقوف على جاهزيتهم، وتصحيح الأخطاء، واختيار اللاعبين الأكثر التزامًا بتعليماتنا على أرض الملعب. كل مباراة تتضمن أخطاء، ونحن وقعنا في بعضها، وسنعمل على تصحيحها، فمباراتَي الملحق لا تتحملان أي خطأ، قد يكلفنا الكثير. سنعمل بكل جهد لتحقيق الجاهزية الكاملة للفريق." فيما أشار الصحفي الرياضي علي رياح إلى أن التجربة التايلاندية كانت إيجابية من الناحية المعنوية، بعد فوز المنتخب باللقب، لكنه أضاف: "من وجهة نظري، لم يقدم المنتخب الأداء الكافي من حيث الإقناع الفني، فهناك ملاحظات كثيرة على توظيف اللاعبين وتنظيم الأداء. بعد البطولة، أصبحت رؤية المدرب أرنولد للمنتخب أكثر وضوحًا ونضجًا، ويجب استثمار الوقت المتاح لإجراء تقييم شامل لكل اللاعبين، وتحضير الفريق بالشكل الأمثل لمواجهة السعودية. كما يجب الحذر وضبط النفس، فقد شهدت المباريات حصول لاعبين على بطاقات صُفر وحُمر، ولاسيما خروج مهند علي ببطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة، بسبب تصرف غير مبرر أبدًا، قد يضع الفريق في مواقف صعبة إذا تكرر." لا تتحمل الأخطاء أما المدرب الوطني السابق خلف كريم فقال: "المنتخب قدم مستويات جيدة في البطولة وتمكن من الفوز باللقب، مع وجود أخطاء واضحة، خصوصًا المتعلقة بالبطاقات الصُفر والحُمر. ما حدث من تصرف غير لائق لمهاجمنا مهند علي أمام اللاعب التايلندي مؤسف ويجب التعامل معه بحزم، لأن مباراتي الملحق لا تتحملان مثل هذه الأخطاء. مع ذلك، كشفت البطولة عن لاعبين مميزين، مثل كيفن يعقوب، الذي يعتبر قائد الفريق، وعقلًا مدبرًا داخل الملعب، وسيكون قوة ضاربة للمنتخب العراقي." كما تحدث مدافع المنتخب العراقي زيد تحسين قائلًا: "فوزنا بكأس ملك تايلند فوز معنوي، لكنه مهم، ويضعنا في موقف أفضل للاستعداد لمباراتَي الملحق. قدمنا مستوى جيدًا في البطولة، مع بعض الأخطاء التي يمكن تفاديها في المباريات المقبلة، ونحن قادرون على التأهل إلى النهائيات وإسعاد الجماهير العراقية." فيما أشار الصحفي زكي الطائي إلى أن المنتخب قدم أداءً جيدًا، لكنه شدد على أهمية الانضباط الأخلاقي: "ما حدث من تصرف غير لائق من اللاعب ميمي لا يمت للرياضة بصلة. المنتخب هو ضيف شرف، ويجب أن يحافظ اللاعبون على الانضباط في كل الظروف، ولاسيما في المباريات المهمة أمام السعودية أو إندونيسيا، إذ إن أي خطأ غير محسوب قد يؤثر على نتائج المنتخب وصورته."