أحمد الساعدي
يبدو أنّ العالم الكروي بأسره بات على اطّلاع بالمشكلات التي تعصف بالبيت الكروي العراقي، حتى أنها دفعت الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) إلى التدخل لإيقاف الصراعات الدائرة بين أعضاء الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم. هذه الأزمات لا تهدّد فقط مستقبل الاتحاد، بل قد تُطيح بالكرة العراقية في وقتٍ يترقّب فيه منتخبنا الوطني مباراتين مصيريتين أمام السعودية وإندونيسيا، ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم. القرار الأخير الذي أصدره الاتحادان الدولي والآسيوي بتعليق انتخابات اتحاد الكرة العراقي، وإرسال لجنة خاصة لتقصي الحقائق في أيلول المقبل، كان بمثابة خطوة لإخماد التصريحات النارية والتهديدات المتبادلة التي لا تصب في مصلحة الكرة العراقية. فبعد أن كان من المزمع إجراء الانتخابات في السادس عشر من أيلول، بات من المرجّح أن تُرحَّل إلى موعد آخر، ربما بعد مباراتي المنتخب الوطني. درجال يشكر الـ (FIFA) وأعرب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال عن شكره للاتحادين الدولي والآسيوي بعد قرارهما تعليق الانتخابات وتشكيل لجنة تقصّي الحقائق. وقال درجال: "المرحلة المقبلة تتطلّب توحيد الجهود وتهيئة الأجواء المثالية لدعم المنتخبات الوطنية، وفي مقدمتها المنتخب الوطني الذي يستعد لخوض الملحق العالمي المؤهل إلى كأس العالم." من جانبه، دعا عضو اللجنة الإعلامية في اتحاد الكرة، رياض عبد الهادي، إلى تجاوز الخلافات والتركيز على المنتخب الوطني، قائلًا: “بعد أن حُسم أمر الانتخابات، على الجميع الالتفات إلى الهدف الأسمى والأهم، وهو دعم المنتخب الوطني لخوض مباراتي الملحق. اللقاءان أمام السعودية وإندونيسيا، أهم من كل شيء، والجماهير تنتظرهما بشغف كبير وبعدها يمكن الحديث عن الانتخابات." ثلاثة احتمالات أما الإعلامي عبد الكريم ياسر، فحذّر من خطورة تجاهل دور مركز التسوية والتحكيم الرياضي المعترف به من قبل محكمة كأس الدولية، مشيرًا إلى أنّ بعضهم فقد الثقة بقراراته، فلجأ إلى الخارج لطلب التدخل. وقال: "كتاب الاتحادين الدولي والآسيوي، الذي وصل إلى بغداد، تضمّن ثلاثة احتمالات: الأول، المضي بالانتخابات في موعدها إذا لم تجد اللجنة تجاوزات جوهرية. الثاني، في حال ثبوت التدخل الحكومي قد يُعاقَب الاتحاد العراقي وتعُلّق مشاركاته أسوة بما حصل مع الاتحاد الكويتي سابقًا. أما الاحتمال الثالث، فهو تأجيل الانتخابات إلى ما بعد انتهاء مهمة المنتخب في الملحق الآسيوي." وأضاف: "شخصياً أرى أنّ اللجنة قد تُبدي اعتراضات على بعض المرشحين، ما قد يُحدث تغييرات في خريطة الانتخابات. وفي كل الأحوال، إذا صدرت قرارات سلبية، فإن المسؤولية تقع على عاتق من دفع الأمور إلى تدخل الاتحادين الدولي والآسيوي في شؤون تُعدّ داخلية بالأساس." صراع المناصب الصحفي الرياضي سمير السعد وصف المشهد بقوله: "في وقت تتعلق فيه أنظار الجماهير العراقية بحلم مونديال 2026، تضيع الجهود وسط صراع الكراسي. الأجواء مشحونة، التصريحات متبادلة، والشكاوى القانونية تسيطر على المشهد أكثر من الاهتمام بمستقبل المنتخب. المناصب تتنازعها المصالح، والأموال تُصرف بلا رقيب، بينما مشاريع تطوير المنتخب غائبة. ومع أنّ الفيفا والاتحاد الآسيوي تدخلا لتعليق الانتخابات، إلا أنّ المشكلات لا تزال قائمة، وقد تؤثر على مسيرة المنتخب الوطني." وختم السعد بالقول: "الجمهور لا يعنيه من يفوز بالانتخابات أو متى تُجرى، بل يترقّب فقط أن يعبر منتخبنا الوطني الملحق ويمنح العراقيين لحظة فرح غابت طويلًاً."