أحمد رحيم نعمة /
بعد إسدال الستار على المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية لـ نهائيات كأس العالم، تأهلت ستة منتخبات بشكل مباشر إلى المونديال العالمي، وهي: إيران، وأوزبكستان، واليابان، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، والأردن، فيما انتقلت ستة منتخبات أخرى إلى الملحق القاري الحاسم، وهي: العراق، والسعودية، وقطر، وعُمان، والإمارات، وإندونيسيا. في تطوّر لافت، لم يتأخر الاتحاد الآسيوي في اختيار البلدين المضيفين لمجموعتي الملحق، إذ وقع الاختيار على السعودية وقطر، ما فتح الباب واسعًا أمام التساؤلات حول مدى عدالة القرار، وعمّا إذا كانت هناك ترتيبات مسبقة لضمان تأهّل المنتخبين الخليجيين، ولاسيما أن بطاقة التأهل تُمنح لفريق واحد فقط من كل مجموعة، فيما يخوض الفريق الثالث مباراة فاصلة مع ممثل من قارة أميركا الجنوبية. طلب الاستضافة الاتحاد العراقي لكرة القدم، وبحسب مصادره، كان قد بادر بتقديم طلب رسمي لاستضافة مباريات الملحق، بعد انتهاء المرحلة الثانية من التصفيات مباشرة. إلا أن الاتحاد الآسيوي لم يرد على الطلب في حينه، بل خرج لاحقًا بتصريح مفاجئ يقول فيه إن العراق لم يقدم ملف استضافة، وهو ما أثار اعتراضات رسمية من اتحادات العراق وعُمان والإمارات وإندونيسيا، لكن دون جدوى. وبالرغم من امتلاك العراق ملاعب معتمدة دوليًا، وجاهزة لاستضافة أية بطولة قارية، فضلًا عن الجماهير المتعطشة، إلا أن الاتحاد القاري اختار قطر والسعودية مضيفتين، في وقت نصّت فيه لوائح الاتحاد الآسيوي على ضرورة إقامة مباريات الملحق على أرض محايدة. الخبير الكروي والمدرب الوطني السابق، عبد الإله عبد الحميد، أبدى خيبة أمل كبيرة بعد فشل المنتخب الوطني في التأهل المباشر، مشيرًا إلى أن هذا الإخفاق يجب أن يكون جرس إنذار لإعادة ترتيب الأوراق قبل فوات الأوان. وقال: "كنا نأمل أن تُقام مباريات الملحق على أرضنا، خصوصًا في ظل الحضور الجماهيري الكبير والملاعب الجيدة التي نمتلكها، لكن يبدو أن الاتحاد الآسيوي كانت لديه حسابات أخرى، واختار قطر والسعودية بالرغم من تقديم العراق طلب استضافة رسمي موثّق." وأضاف: "المنتخبات الستة قُسِّمت وستلعب في السعودية وقطر، وستُجرى القرعة في منتصف تموز، لكن من الواضح أن الأمور قد حُسمت مسبقًا للاتحادات الأقوى والأكثر نفوذًا في الاتحاد الآسيوي والفيفا." وتابع: "منتخبنا الوطني قدّم أداءً مختلفًا أمام الأردن، وكان هناك انسجام واضح، وإذا تمكّنا من الحفاظ على هذا المستوى وزيادة هذا الانسجام، فلا شيء يمنع تأهلنا، لأننا نملك مجموعة جيدة من اللاعبين القادرين على الفوز بمباراتين والتأهل إلى النهائيات العالمية." الضغط النفسي من جانبه، قال الحكم الدولي السابق شاكر محمد إن منتخب العراق خسر 5 نقاط كانت في متناول اليد، وتحديدًا أمام الكويت وفلسطين، مشيرًا إلى أن مباراة فلسطين كان يفترض أن تُلعب على أرض محايدة وليس في ملعب الأردن. وأردف: "اليوم يتكرر السيناريو ذاته في الملحق، وكان من المفترض أن يتم اختيار بلد محايد، لكن الاتحاد الآسيوي أصر على السعودية وقطر. هذا القرار سيزيد من صعوبة المباريات، لأن التأهل محصور بمنتخب واحد من كل مجموعة، ويجب أن نفوز على السعودية أو قطر بحسب المجموعة التي سنقع فيها." وأكد محمد على ضرورة التعامل باحترافية عالية في مباريات الملحق، قائلاً: "قد يحاول الفريق المنظّم استخدام أساليب غير مباشرة لزعزعة استقرار منتخبنا، مثل الضغوط الإعلامية أو التحكم في التفاصيل الصغيرة. اللاعب العراقي ضعيف أمام الضغط النفسي، وهذا ما حدث في مباريات الأردن وكوريا الجنوبية وفلسطين. يجب أن يكون هناك إعداد نفسي خاص لهذه المرحلة الحساسة." سابقة خطيرة أما الإعلامي الرياضي ومدير الإعلام في اللجنة الأولمبية نعيم حاجم، فقد وصف ما يجري بأنه سابقة خطيرة في تنظيم البطولات القارية، قائلاً: "لم نسمع من قبل أن مباريات فاصلة تُقام في أراضي منتخبات مشاركة فيها، هذه فعلاً لعبة مكشوفة!" وأضاف: "الاتحاد الآسيوي يعلم تمامًا أن استضافة السعودية وقطر تمنحهما أفضلية الأرض والجمهور، وهذا أمر لا يحتاج إلى تأويل. العراق قدّم طلبًا رسميًا لاستضافة الملحق، لكن يبدو أن القرار كان محسومًا منذ البداية." وأشار حاجم إلى أن المنتخب العراقي سيواجه تحديات كبيرة، ليس فقط فنية بل نفسية أيضًا، نتيجة الضغوط الإعلامية والحضور الجماهيري المضاد والتأثير على الحكام. مطالبًا اتحاد الكرة بإبعاد اللاعبين عن كل المؤثرات السلبية والاستعداد بحزم لمباريات مصيرية.