مصطفى الهاشمي
يمثل استحداث الكليات التخصصية بالذكاء الاصطناعي في العراق توسعًا في البنية الأكاديمية، واستثمارًا حقيقيًا في مستقبل العراق العلمي والاقتصادي والتكنولوجي، وخطوة واثقة لتعزيز حضوره في الساحة العلمية العالمية. في إنجاز علمي جديد، يعكس اهتمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتعزيز البنية التحتية للتعليم الرقمي والتكنولوجي، استحدثت جامعة بغداد كليتين جديدتين، هما كلية التميز وكلية الذكاء الاصطناعي للدراسات العليا، وذلك ضمن خططها الستراتيجية لتطوير التعليم العالي في العراق ومواكبة أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية عالميًا. نقطة انطلاق يقول الأستاذ المساعد في المعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية في جامعة بغداد، الدكتور حكيم حمود فليح: "تعد كليتا التميز والذكاء الاصطناعي من أوليات المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في هذا المجال على مستوى العراق، ومن الكليات القليلة في المنطقة، ما يجعلها نقطة انطلاق مهمة نحو بناء منظومة معرفية وطنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي الشامل." ويوضح فليح في حديثه لـ "الشبكة العراقية" أن "الكليتين تهدفان إلى إعداد مخرجات علمية متقدمة في مجالات مثل تحليل البيانات الضخمة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب، والهندسة، والعلوم الاقتصادية، والمحاسبية، والمصرفية." قدرات وطنية وبيّن (فليح) أن من الأهداف الأخرى "السعي إلى سد الفجوة بين المخرجات التعليمية واحتياجات سوق العمل العراقية، من خلال بناء قدرات وطنية تواكب الثورة الصناعية الرابعة، وتسهم في تطوير بنية تحتية رقمية حديثة في البلد." مؤكدًا أن "هذا الإنجاز يعد استجابة فعلية لمتطلبات العصر الرقمي، ويمثل تحولًا جوهريًا في فلسفة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، الذي بات يرتكز إلى الابتكار والتخصص الدقيق، والبحث العلمي التطبيقي." حلول ذكية وأشار فليح في حديثه إلى "سعي الكليتين إلى إعداد باحثين قادرين على تطوير حلول ذكية، وتصميم أنظمة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة قطاعات متعددة، منها في التعليم والصحة والصناعة والإدارة." واستطرد قائلاً: "لقد استعانت الجامعة في تأسيس الكليتين بنخبة من أساتذتها المبتعثين إلى جامعات أجنبية مرموقة، ممن يمتلكون رصيدًا علميًا وخبرة عملية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتميز الأكاديمي." ورأى أن "جامعة بغداد تعد حاضنة مثالية لهذا المشروع الريادي، لما لها من تاريخ أكاديمي عريق، وتقدم واضح في التصنيفات العالمية، إضافة إلى الدعم المباشر من رئاسة الجامعة التي وفرت بيئة محفزة للإبداع والابتكار." متطلبات سوق العمل بدوره، قال رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية في كلية الادارة والاقتصاد في جامعة بغداد، الأستاذ الدكتور باسم خميس: "أرشح خريجي قسم الاقتصاد وإدارة الأعمال والمحاسبة للدخول إلى كليات الذكاء الاصطناعي، إذ إن تلك الأقسام بأمسّ الحاجة إلى تلبية رغبات ومتطلبات سوق العمل، ولكون الاقتصاد العراقي يفتقر إلى الخطة والسيناريوهات المستقبلية." وأكد في حديثه لـ "الشبكة العراقية" أن "الذكاء الاصطناعي يساعد على وضع سيناريوهات مستقبلية للاقتصاد العراقي واستشراف الرؤية الجديدة لمعالجة المشكلات التي يعانيها الاقتصاد." عالم الأرقام والتوقعات وأضاف خميس "من المعلوم أننا في عالم الأرقام والتوقعات، فبالتالي تبرز ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي بدراسات تخصصية وتقنيات اقتصادية مالية وإدارية ومحاسبية لتبسيط السيناريوهات التي نبنيها لمعالجة الاختلالات الاقتصادية." وكانت الجامعة التكنولوجية قد أعلنت خطة لاستحداث 3 كليات متخصصة بالذكاء الاصطناعي، ركزت فيها على العمل لتحويل المراكز البحثية إلى معاهد عالية تمنح شهادات في النانو تكنولوجي والطاقة المتجددة. كليات الذكاء الاصطناعي وكشف رئيس الجامعة التكنولوجية، محسن نوري حمزة، عن وجود "توجه لتحويل كليتين إلى كليات تخص الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى كلية مختصة في الذكاء الاصطناعي بشكل منفصل، وتحويل المراكز البحثية في الجامعة التكنولوجية إلى معاهد عالية، وحاليًا قيد الإنجاز." لافتًا إلى أن "المعاهد العالية تخدم المجتمع، حيث تمنح شهادات عليا في النانوتكنولوجي والطاقة المتجددة." وأكد أن "الجامعة التكنولوجية تهتم بموضوع الذكاء الصناعي بشكل خاص، وهذا توجه الوزارة وبرنامج وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي، وأن الجامعة سباقة في احتلال المراكز الأولى والمبادرات الموجودة." مشيرًا إلى وجود "خطة للنهوض بالجامعة التكنولوجية من حيث البنية التحتية وتوفير القاعات وما إلى ذلك."
