أحمد رحيم نعمة /
بينما تقترب عقارب الساعة من الموعد المفصلي، يعيش المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم حالة من التراخي والجمود غير المبرر، رغم أن مباراتين مصيريتين باتتا على الأبواب، في ملحق التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026. في الوقت الذي تستعد فيه المنتخبات المنافسة بمعسكرات خارجية وتجارب ودية مكثفة، يبدو أن أسود الرافدين ما زالوا أسرى الإهمال الإداري وانشغال اتحاد الكرة في زوابع الانتخابات وصراعات الكواليس، وسط غياب خطة واضحة أو تحضيرات فعلية. جمود إداري من المقرر أن يواجه منتخب العراق نظيره الإندونيسي في 11 تشرين الثاني المقبل، ثم السعودية في 14 من الشهر ذاته، في العاصمة السعودية الرياض. وهما مباراتان قد تعنيان العبور إلى كأس العالم، أو الخروج من واحدة من أسهل التصفيات التي مرت على الكرة العراقية. لكن الواقع على الأرض لا يبشّر بخير؛ فالمدرب الأسترالي رودي آرنولد أنهى إجازته مؤخرًا، واللاعبون منشغلون بموسم الانتقالات، أما الاتحاد العراقي لكرة القدم، فيبدو أنه منشغل تمامًا بخلافاته الداخلية والسباق المحموم نحو الكرسي، في مشهد أثار امتعاض الجماهير. مدرب منتخب الشباب السابق، الكابتن حسن أحمد، تحدث عن واقع المنتخب قائلًا: "كان لابد أن نبدأ التحضيرات بشكل مكثف لهاتين المباراتين. المنتخب يضم مجموعة مميزة من اللاعبين، لديهم القدرة على حسم الأمور، ولكن ما ينقص الفريق هو الانسجام." وأضاف "لقد قام المدرب آرنولد بعمل جيد في تشكيل فريق متوازن، لكنه لا يزال بحاجة إلى تنمية التجانس بين عناصره، وهذا لا يأتي إلا من خلال المشاركة في بطولة قوية مثل بطولة تايلند، مصحوبة بعدد كافٍ من المباريات الودية." وأشار الى أن "أكثر ما يمنح الفريق استقرارًا هو الانسجام، واليوم، وبعد نهاية الدوري، أصبح اللاعبون منشغلين في البحث عن أندية جديدة، الأمر الذي قد يؤثر على تركيزهم. لذا، لا بد من جمع المنتخب فورًا والدخول في معسكر تدريبي خارجي تتخلله مباريات تجريبية حقيقية." وقال أيضًا "المباراتان المقبلتان ليستا مستحيلتين، ولدينا كل المقومات للعبور، بشرط التحضير الجدي والواقعي." بطاقة التأهل أما المدرب جابر محمد، فقد وصف حال الكرة العراقية قائلًا: "حين نتذكر التصفيات الماضية، نشعر بحزن عميق، فقد كانت فرصة التأهل إلى كأس العالم بين أيدينا، لكننا فرطنا بها بسبب أخطاء في الإدارة والتخطيط." أضاف: "اليوم لدينا فرصة أخرى، والشارع الرياضي لا يزال يحلم، ولكن هل هناك استعداد حقيقي؟ للأسف، لا." مشيرًا إلى أن "المدرب آرنولد جاء بفكر جديد وبدأ في تشكيل فريق قادر على المنافسة، لكن التحدي الأكبر هو غياب التنظيم، فالاتحاد منغمس في مشكلات الانتخابات، وكأن المنتخب ليس في الحسبان! المنتخبات المنافسة كالسعودية وإندونيسيا استعدت منذ وقت مبكر، دخلت معسكرات ولعبت وديات، بينما منتخبنا لم يتجمع حتى الآن. هذا مؤشر خطير." وذكر أن "البطاقة العالمية لا تأتي بالعاطفة، بل بالعمل المنظم، وعلى اتحاد الكرة أن يضع الخلافات جانبًا، ويتفرغ لما يريده الجمهور: منتخب منافس، ومونديال قريب." استعدوا مبكرًا من جانبه، أكد الإعلامي الرياضي، مدير إعلام اللجنة الأولمبية نعيم حاجم، أن الكرة العراقية تمر بمرحلة حرجة، قائلًا: "ما حدث في التصفيات السابقة كان صادمًا. لقد كانت فرصة تاريخية ضاعت من بين أيدينا بسبب تشكيلات غير منطقية وتبديلات عشوائية من قبل المدرب كاساس، رغم وجود لاعبين موهوبين." وذكر أنه "بعد مجيء آرنولد، بدأنا نرى ملامح جديدة للمنتخب، لكن أين الاستمرارية؟ الرجل ذهب في إجازة، والاتحاد منشغل بالانتخابات، ولا أحد يتحدث عن التحضيرات الجدية للملحق." وأشار إلى أن "السعودية وإندونيسيا أقامتا معسكرات وخاضتا وديات قوية، ورفعتا مستوى الانسجام والتكتيك، بينما منتخبنا لا يزال في الانتظار، صحيح أن العراق معتاد على تقديم أفضل عروضه خارج أرضه، وقد سبق أن فاز على السعودية في عقر دارها، ولكن لا يمكن الاعتماد على الحماس وحده." وذكر حاجم "نحن بحاجة إلى معسكر تدريبي نوعي، ومباريات ودية قوية تكشف الثغرات وتُكمل النواقص، لأن بطولة تايلند وحدها لا تكفي. إذا لم يتحرك الاتحاد خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن المنتخب قد يدخل هذه المباريات الحاسمة وهو في أسوأ حالاته."