100%
ترجمة وإعداد/ أحمد المولى
تخوض شركات التكنلوجيا الكبرى منافسة شرسة على المواهب والمتميزين في مجال الذكاء الاصطناعي، ولاسيما العباقرة منهم.
منافسة شرسة
مع التغير السريع في نظام الذكاء الاصطناعي (AI)، تدور حرب شاملة للاستحواذ على المطورين الخارقين القادرين على تنفيذ خدمات جديدة في فترة زمنية قصيرة، بالإضافة إلى الأشخاص الموهوبين القادرين على التكيف مع التغييرات. لا تتنافس الشركات على الصعيد المحلي فحسب، بل على الصعيد الدولي أيضًا، للحصول على أفضل العقول في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفقًا لصحيفة (وول ستريت جورنال)، فإن معظم المواهب، الذين تتنافس عليهم الشركات، هم في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات من العمر. ولم يسبق أن حظيت هذه المواهب بهذا القدر من الاهتمام والتقدير من قبل. كما ذكرت الصحيفة، أن الراتب السنوي النموذجي لمهندسي الذكاء الاصطناعي قد ارتفع بنسبة 50 % مقارنة بعام 2022 ليصل من 3 ملايين إلى 7 ملايين دولار، وبالنسبة للمواهب المتميزة، فقد جرى حسابه بأكثر من 10 ملايين دولار.
زوكربيرغ وألتمان
ومن الأمثلة النموذجية على ذلك الصراع بين شركتي أوبن أي آي OpenAI وميتاMeta ، فقد انتقد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAIبشدة محاولات (مَيتا) لتوظيف المواهب في رسالة داخلية.
وقد أنشأت ميتا مؤخرًا منظمة لتطوير الذكاء الفائق (ASI) ووظفت ثمانية مطورين من شركة (أوبن أي آي )، ولهذا الغرض، ورد أن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عرض على المطورين حوافز تتراوح بين 100 مليون دولار سنويًا و300 مليون دولار على مدى أربع سنوات.
في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما أصبحت شركة أبل مشهورة بسلسلة أجهزة iPod، بدأ المنافسون في البحث عن موظفي أبل، وفي النهاية ضغط ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لشركة أبل آنذاك، على منافسيه قائلًا: "إذا لم نتفق على عدم التوظيف، فسوف نرفع دعوى قضائية بتهمة انتهاك براءة الاختراع."
إذا نظرت إلى الشخصيات التي يركز عليها الرؤساء التنفيذيون لشركات التكنولوجيا الكبرى، فيما يتعلق بالمواهب، ستجد شيئًا مشتركًا بينهم. فهم يفضلون المواهب التي تتصرف بنشاط وتتكيف بسرعة مع التغيير. وقد تحدّث ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت (MS)، وسوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل عن "الأشخاص الذين يرغبون في تعلم كل شيء والنمو." إضافةً الى الأشخاص الذين يمكنهم التكيف مع أي موقف بفضل خبرتهم ومعارفهم الواسعة، بدلًا من المواهب التي تمتلك كفاءة مهنية واحدة فقط.
واستحدثت إحدى الشركات الأميركية، وهي (جي بي مورغان)، جائزة (الموهبة الهجينة)، كجائزة للمواهب التي تمتلك قدرات في علم البيانات وفهمًا للتمويل. وفي هذه المجالات، تعد المهارات الشرط الأول للتوظيف وليس الخلفية الأكاديمية، كما يقول مديرو كبريات الشركات.
صفقة بــ 14 مليار
بعد الإطلاق المخيب للآمال لـ Llama 4، تستثمر ميتا 14.3 مليار دولار في شركة (سكيل أي آي Scale AI ) وتوظف رئيسها التنفيذي، ألكسندر وانغ.
ووفقًا للصفقة، تدفع شركة ميتا 14.3 مليار دولار للاستحواذ على 49 في المائة من شركة (سكيل) وتوظيف رئيسها التنفيذي، ألكسندر وانغ، لتجديد جهودها المتعثرة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وسيقود وانغ مختبرًا جديدًا للذكاء الاصطناعي في شركة مارك زوكربيرغ مكلفًا ببناء (ذكاء فائق).
وصار ألكسندر وانغ أصغر ملياردير عصامي في العالم بعمر الخامسة والعشرين (في هذا العام يبلغ الـ 27).. وهو لم يتم دراسته الجامعية. ويملك وانغ شركة (سكيل Scale) التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي. عمل والداه فيزيائيين في مشاريع أسلحة للجيش الأميركي. وعُرف عنه نبوغه في الرياضيات عندما كان طفلًا. وعندما بلغ وانغ سنّ الـ 17، التحق بأول عمل له في مجال البرمجة في الموقع الأميركي المعروف (كورا Quora) وشق طريقه إلى عالم الثراء.
ويعمل زوكربيرج بنشاط على ضم فريق جديد من الباحثين من الشركات المنافسة للانضمام إلى فريق وانغ. ويتواصل مباشرة مع المرشحين المحتملين، عادةً عبر بريد إلكتروني غير متوقع أو رسالة (واتس آب)، وأغرى بعضهم بالانضمام إليه من شركات مثل Google بعروض تعويضات تصل إلى سبعة وثمانية أرقام.
