سجى رشيد
في زمنٍ باتت فيه التكنولوجيا مفتاح التنظيم والشفافية، خطت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية خطوة وُصفت بـ (التحول النوعي) بإطلاق (منصة ضمان)، لتكون بوابة رقمية تختصر الطريق أمام العمال وأصحاب المشروعات، وتضع حدًّا لطوابير الانتظار ودوامة المعاملات الورقية.
هذه المنصة ليست مجرد واجهة إلكترونية، بل مشروع ستراتيجي يرتبط بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، النافذ منذ 28 تشرين الثاني 2023، الذي يلزم بتحويل جميع الخدمات إلى بيئة رقمية حديثة. وداعا للبيروقراطية
بحسب وزارة العمل، يبلغ عدد العمال المشمولين بالضمان في العراق أكثر من 350 ألف عامل، فيما يُقدَّر عدد العاملين في القطاع غير المنظم (الأعمال الحرة، والعمالة المنزلية، وأصحاب المشروعات الصغيرة) بأكثر من 4 ملايين شخص، لم تكن لهم سابقًا أية مظلة حماية اجتماعية أو تقاعدية.
من هنا جاءت (ضمان) لتفتح الباب أمام هؤلاء، عبر خدمة التقاعد الاختياري، التي تتيح للعاملين لحسابهم الخاص دفع اشتراكات شهرية عبر الإنترنت، مقابل راتب تقاعدي مستقبلي يضمن لهم ولأسرهم حياة كريمة بعد سنوات العمل.
كيف نبدأ؟ "الشبكة العراقية" التقت حيدر كاظم الوائلي، مدير قسم شؤون المضمونين في مديرية التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، الذي أوضح كيفية البدء والعمل في المنصة، الذي قال: "التسجيل متاح بالكامل عبر الموقع الرسمي للدائرة (rss.gov.iq)، مع توفير مقاطع فيديو وشروحات عبر صفحة الوزارة على الفيسبوك. ويستطيع أي مواطن أن ينجز معاملته وهو في منزله دون الحاجة لمراجعة
دوائر الدولة." وأضاف أن أعداد المراجعات انخفضت بنسبة تقارب 40 % في بعض المحافظات منذ إطلاق المنصة، ما يعد مؤشرًا عمليًا على نجاحها في تقليل الاحتكاك المباشر مع الدوائر الحكومية.
قانون وتجربة أضاف الوائلي: "يستند المشروع إلى ركيزة قانونية واضحة، إذ يعود أول قانون للضمان الاجتماعي في العراق إلى عام 1956، ومنذ ذلك الوقت ظلّ التطوير مستمرًا. الجديد اليوم هو أن هذا القانون اتجه نحو الرقمنة، ليمنح العمال فرصة أكبر في الحماية، مع دراسة مستقبلية لشمولهم أيضًا بالضمان الصحي، أسوةً بالعاملين في القطاع المنظم." وأوضح: "مع تزايد القلق بشأن أمن المعلومات، تؤكد الوزارة أن جميع بيانات العمال وأصحاب العمل محمية عبر شبكة إلكترونية داخلية تعمل منذ عام 2017، مع خطط لتوسيع الخدمات لتشمل قريبًا إصدار (سلامة الموقف) إلكترونيًا."
تطبيق هاتفي وبيّن الوائلي: "ورغم أن المنصة ما زالت تعتمد على الموقع الإلكتروني، إلا أن خطة لإطلاق تطبيق للهواتف الذكية باتت قيد التنفيذ، لتسهيل استخدام الخدمات، لاسيما للفئات الأقل إلمامًا بالإنترنت." ورش تدريب
وبشأن الورش التي تُقام، أوضح الوائلي: "لم تكتفِ الوزارة بإطلاق المنصة، بل نظمت ورش عمل، بالشراكة مع اتحاد الصناعات العراقي وقسم شؤون المرأة في شبكة الإعلام العراقي، لتدريب المواطنين على آليات الاستخدام."