100%
أحمد نعيم الطائي
في فضاء إعلامي مكتظ بالضجيج، وسط سباق محموم بين الإثارة الرخيصة والمعلومة المبتورة، تبرز بين الحين والآخر نماذج قليلة تُذكّر بجوهر العمل الإعلامي، ذلك القائم على الإنصات العميق، والاتزان، واحترام عقل المتلقي.
من بين هذه النماذج، تلمع الزميلة رشا القبان عبر برنامجها الحواري “بتوقيت العالم” على شاشة قناة العراقية الإخبارية، بوصفها محاورة تنتمي إلى المدرسة الهادئة العميقة، المدرسة التي تؤمن بأن الإعلام جسر لا منصة للتهريج ، ومسؤولية لا استعراض.
أسئلتها دقيقة، مصاغة بعناية فكرية واضحة، تذهب مباشرة إلى جوهر الفكرة، دون زخرفة أو تعقيد، وتُطرح بنبرة واثقة هادئة تفرض الاحترام على الضيف والمشاهد في آنٍ معًا. هذا الهدوء النابع من الثقة والإعداد الرصين، ليس ضعفًا في الأداء، بل قوة ناعمة تعكس سيطرة واعية على الإيقاع، ومسؤولية مهنية راقية.
رشا القبان لا تقاطع لتُبدي حضورها، ولا تهاجم لتفرض هيبتها، ولا تُقحم ذاتها في مركز المشهد… بل تترك الحقيقة تتقدم، وتحرسها من الانحراف أو التلاعب، وتُدير الحوار دون ضجيج، ودون أن تتنازل عن جوهر الرسالة الإعلامية.
في زمنٍ تحوّلت فيه بعض الشاشات إلى حلبات صراع وفوضى وانحدار وأسفاف خطير في ادارة الحوار ، وغابت المهنية خلف ستار الإثارة، تضيف شبكة الإعلام العراقي للمتلقي نموذجًا مضيئًا أخر من المذيعين الذين لا زالوا يؤمنون بأخلاقيات المهنة وأساسياتها.
في ظل هذه العتمة نبارك لشبكة الاعلام العراقي على مواصلتها بتقديم نماذج اعلامية ملتزمة وواعية تسهم في تقديم الحقائق باسلوب مهني ، القبان تضيّف قبّانًا للميزان المهني ، وإضاءةً تُحسب لـ”العراقية الاخبارية"ولشبكة الاعلام العراقي.