أحمد رحيم نعمة /
لم تتبقَ سوى أيام قليلة على صافرة انطلاق المواجهة المرتقبة التي ستجمع منتخب العراق بنظيره الكوري الجنوبي على ملعب جذع النخلة، في الخامس من حزيران، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم. مباراة مصيرية لا تقبل القسمة على اثنين، خاصة أنها تسبق لقاءً آخر لا يقل أهمية أمام المنتخب الأردني في العاصمة الأردنية عمان بعد خمسة أيام فقط. الفوز في المباراة الأولى سيمنح (أسود الرافدين) دفعة نفسية ومعنوية هائلة، تُمكِّنهم من خوض المواجهة الثانية بارتياح، بعيدًا عن الضغوط والانفعالات. هذا ما يعمل عليه المدرب الجديد للمنتخب العراقي، الأسترالي غراهام آرنولد، الذي يواصل بصمت تحضيراته في أجواء يغلب عليها التركيز والانضباط. صمت آرنولد منذ تسلمه المهمة، اختار آرنولد أن يعمل بهدوء، بعيدًا عن الإعلام والضجيج، متنقلًا بين ملاعب العراق لمراقبة مباريات الدوري الممتاز، متابعًا أداء اللاعبين عن كثب، مستدعيًا العناصر التي يراها الأنسب للمرحلة المقبلة. وبرغم قصر مدة إشرافه على المنتخب، إلا أن المدرب الأسترالي أبدى تفاؤلًا كبيرًا بإمكانية التأهل، وهو شعور يشاطره فيه العديد من المدربين، واللاعبين، وحتى الإعلام الرياضي في العراق، ممن رأوا في اختياراته مفاجآت قد تربك الخصوم وتغيّر قواعد اللعبة. تفاؤل بالفوز المدرب الوطني السابق عبد الإله عبد الحميد تحدث عن واقع المنتخب الجديد قائلاً: "ما يحدث الآن يختلف تمامًا عن المراحل السابقة، خصوصًا من حيث اختيار اللاعبين والعمل بصمت، وهو أمر يحسب لآرنولد. لقد شاهدته شخصيًا وهو يتنقل من ملعب لآخر لمتابعة اللاعبين في الدوري، وهذه خطوة موفقة. رغم قصر الوقت، إلا أنه استطاع تشكيل نواة فريق واعد. هناك تفاؤل كبير بين الجمهور الرياضي بتحقيق الفوز على كوريا الجنوبية والأردن، وأنا أؤمن بأن منتخبنا قادر على خطف بطاقة التأهل، لأن الأسود اعتادوا الظهور القوي في اللحظات الحاسمة." أما المدرب أحمد صلاح، فعبّر عن إحساسه بأن المنتخب سيفوز في المباراتين، وأضاف: "آرنولد مدرب مجتهد وذكي، نجح في تحفيز اللاعبين وتكوين تشكيلة غامضة أربكت الكوريين والأردنيين. لم يفصح حتى الآن عن خطته أو تشكيلته، ما يمنحه أفضلية تكتيكية. اللاعبون يمتلكون الحماس والإصرار، والمدرب وضع الخطط المناسبة لتحقيق الانتصار، فقط نحتاج إلى تنفيذ دقيق داخل الملعب، ودعم جماهيري كبير." ثقة كبيرة مدافع المنتخب الوطني ريبين سولاقا، أبدى ثقته الكبيرة بالجهاز الفني وزملائه، وقال: "المدرب آرنولد من الأسماء العالمية المحترفة، وقد فهم تمامًا ما يحتاجه منتخبنا من إصلاحات وتحسينات، خاصة في الجانبين الذهني والبدني. علينا أن نلعب بكل طاقتنا، فلا مستحيل في كرة القدم، وسنقاتل من أجل إسعاد جماهيرنا الغالية."مضيفاً: "يجب على الجميع أن يدعموا المنتخب، فنحن نمثل العراق بأكمله، وسنخوض المباراتين بشعار واحد: لا خيار غير الفوز." الحارس الدولي أحمد باسل أكد بدوره على أهمية المباراتين، موضحًا:"وضعنا الفوز كأولوية مطلقة في تفكيرنا. لا نريد شيئًا غير الانتصار لإسعاد الشعب العراقي. المدرب آرنولد بث فينا الثقة، وحدد مكامن القوة والضعف في صفوف كوريا والأردن، ونحن نعمل على تنفيذ خططه بحذافيرها. المباراة الأولى ستكون مفتاح التأهل، وبمؤازرة جماهيرنا في ملعب جذع النخلة، ثم في الأردن، نحن واثقون من قدرتنا على تحقيق الحلم والوصول إلى كأس العالم."