(كعكة الرئيس) يقطف جائزتين كبيرتين في مهرجان (كان) السينمائي

فنون

(كعكة الرئيس) يقطف جائزتين كبيرتين في مهرجان (كان) السينمائي
100%
الشبكة العراقية في حدث غير مسبوق ولحظة استثنائية، عدّت كلحظة فاصلة في انطلاق السينما العراقية نحو العالمية، توّج الفيلم الروائي الطويل (كعكة الرئيس)، للمخرج حسن هادي، بجائزتين في مهرجان (كان) السينمائي الدولي، بدورته الـ 78، الذي اختتم مؤخراً، وهما جائزة (اختيار الجمهور)، وجائزة (الكاميرا الذهبية). زمن الاستبداد (كعكة الرئيس)، فيلم عراقي نادروساحر، يروي قصة فتاة صغيرة اسمها (لميعة)، قامت بأداء دورها الطفلة الموهوبة بنين أحمد نايف، من أهوار جنوب العراق، ناصفها البطولة الطفل الموهوب سجاد محمد بدور (سجاد). يبدأ الفيلم بعد أن وقع الاختيار على (لميعة)، لصنع (كعكة) بمناسبة ميلاد الطاغية صدام، لتبدأ رحلتها المأساوية في زمن حاكم مستبد، كان يُجبر الشعب على الاحتفال بعيد ميلاده في وقت كان العراقي فيه يصارع الحياة من أجل الحصول على قوت يومه في ظل عقوبات مجلس الأمن آنذاك. وفيه – الفيلم - تخوض بطلته، مع جدتها، مغامرة محفوفة بالمخاطر في مدينة مزقتها الحرب، لإنجاز مهمتها كعربون ولاءٍ قسريٍّ في ظل نظام قمعي، في رحلة يائسة لمقايضة مكونات (الكعكة)، كاشفةً عن عالمٍ يهيمن عليه الخراب الاقتصادي والخوف السياسي، وقد نال الفيلم بعد عرضه تصفيقاً حاراً استمر عشر دقائق. عُرض الفيلم لأول مرة في قسم (أسبوع المخرجين)، وحظي بإشادة واسعة، باعتباره أحد الأفلام الرائدة في مهرجان كان. ووصف بأنه عمل يتفوق بشكل كبير على العديد من الأفلام المتنافسة على جائزة السعفة الذهبية، وقد يصبح أول فيلم عراقي - بحسب النقاد - يُرشح لجائزة الأوسكار. قوة رمزية مخرج الفيلم، حسن هادي، تحدث عن مشروعه، الذي قال إنه استلهمه من طفولته وذكرياته الشخصية في زمن الطاغية، عقوبات مكّنت الطغاة من الاستحواذ على كل شيء، تاركةً الشعب يقتات على الجوع والعوز. وعن تصوير الفيلم، أشار (هادي) إلى أن الأهوار، المنطقة التي سعى الطاغية إلى تدميرها، كانت الموقع الرئيس فيه، مؤكداً على القوة الرمزية لهذه البقعة من العراق، التي قاومت من أجل بقائها، في وقت رحل فيه الديكتاتور إلى مزبلة التأريخ. ما يحسب للفيلم قدرة فريق الإنتاج المحلي، بإدارة السينمائي حيدر إبراهيم، على إعادة ملامح عراق التسعينيات بدقة مذهلة، بدءاً من الملابس وتسريحات الشعر، مركزين في عملهم على الأصالة التاريخية، لتسليط الضوء على الخسائر البشرية الناجمة عن العقوبات والقمع الحكومي. لحظة فاصلة المنتج المحلي للفيلم، حيدر إبراهيم، تحدث لـ (الشبكة العراقية) قائلاً: "إن ما حدث يُعدّ إنجازاً تاريخياً، ولحظة فاصلة في مسيرة السينما العراقية العريقة، تتويج فيلم عراقي بجائزتين مرموقتين في مهرجان كان السينمائي يؤكد على قدرة الجيل الجديد في مواكبة صناعة السينما العالمية، ومنافستها في أكبر المهرجانات." موضحاً أن قطار السينما عاد إلى سكته وسينطلق بقوة نحو العالمية. (إبراهيم) شكر بدوره جميع من أسهم في الفيلم، مقدماً لهم التحية لجهودهم الكبيرة في إنجاح الفيلم وحصوله على الجوائز الدولية، مشيراً إلى أن طاقم الفيلم تضمن كادراً أجنبياً محترفاً، عمل جنباً إلى جنب مع كادر عراقي محترف، ما مكّن الفيلم من النجاح. إنجاز عالمي وتلقت الأوساط الفنية والثقافية والإعلامية خبر فوز الفيلم بجائزتين بفرح بالغ، معربةً عن فخرها بهذا الإنجاز الكبير للسينما العراقية، إذ كتب العديد من المختصين في الشأن السينمائي عن أهمية الجائزة والمشاركة في المهرجانات المهمة، داعين إلى ضرورة دعم السينما وتقديم المساعدة لصنّاعها، لما لها من تأثير في نقل رسائل الشعوب إلى مختلف بقاع العالم بلغة فنية. وزارة الثقافة والسياحة والآثار، بدورها، هنأت المخرج وكادر الفيلم بعد حصوله على الجائزتين، ذاكرةً في بيانها، أن التتويج يعد إنجازاً فنياً وثقافياً يُضاف إلى رصيد الإبداع العراقي على الساحة الدولية، ويعكس حضور العراق المتجدد في المحافل الثقافية والفنية العالمية، لافتةً إلى أهمية مثل هذه الأعمال التي توثق الذاكرة العراقية، وتقديمها للعالم برؤية إنسانية راقية. كما هنأت نقابة الفنانين العراقيين فريق عمل الفيلم، مفتخرةً بالمشاركة العراقية في مهرجان (كان) لهذا العام.

إقــــرأ المــــزيــــــــد

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال
تحقيقات

العلكة الكردية.. سحر الطبيعة وثمرة الجبال

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي
تحقيقات

حين تمتزج الأرض بالتقاليد.. قصة (تنباك الجدول الغربي) الذي يغزو المقاهي

حياة بلا تواصل اجتماعي..  هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟
تحقيقات

حياة بلا تواصل اجتماعي.. هل مازال في وسعنا أن نعيش في العالم الافتراضي؟

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟
تحقيقات

أرصفة بلا مارة.. كيف تحولت شوارع بغداد إلى غابة من التجاوزات؟

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي
تحقيقات

من الورق إلى الكود.. الهوية الجامعية تدخل العصر الرقمي

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"
تحقيقات

العراق: "الدولة والمجتمع خلال قرن"

أبرز الأخبار

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

كيفــ ترد على من يحاول التقليل من شأنك؟

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

يارا خضير: أرقص من أجل السلام

قصة إعدام الفنان صباح السهل

قصة إعدام الفنان صباح السهل

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

السحر الأسود.. يقلق راحة الموتى والأحياء المتاجرة بأدوات غسل الميت وأعضائه

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

صلاح عمر العلي:300 عضو قيادي اختفوا بعد اجتماع قاعة الخلد

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج

تاريخ ورمزيّة خاتم الزواج