محمد عبد الجبار الشبوط /
في السابع عشر من أيار 2025، احتضنت بغداد القمة العربية الرابعة والثلاثين في أجواء اتسمت بالتنظيم الرفيع والمهنية العالية، رغم التحديات السياسية والإقليمية المعقدة. ورغم أن مسؤولية إنجاح القمة على المستوى العربي تقع على عاتق الدول المشاركة من حيث المضمون والمواقف، فإن مسؤولية العراق كانت تنحصر في الجانبين اللوجستي والتنظيمي، وقد أدّى هذه المهمة بأفضل وجه. أود، بصفتي إعلاميًا وباحثًا في الشأن الحضاري والسياسي، أن أقدم شكري وتقديري العميق لحكومة السيد محمد شياع السوداني، التي أثبتت، مرة أخرى، أن العراق قادر على تنظيم الفعاليات الكبرى بكفاءة ومهنية. فقد نجحت الحكومة في إعداد البيئة الملائمة لانعقاد المؤتمر من خلال توفير البنية التحتية، وتسهيل حركة الوفود، وتأمين أجواء مستقرة وآمنة، وهو ما عكس صورة مشرقة عن العراق ومكانته بين أشقائه العرب. وهذا ما حدث أيضًا أثناء عقد مؤتمر القمة في عهد حكومة السيد نوري المالكي. كما أتوجه بالشكر الخاص إلى شبكة الإعلام العراقي، التي قامت بتغطية أعمال القمة العربية بمهنية عالية وموضوعية واضحة. لقد كان الأداء الإعلامي على مستوى الحدث، إذ نقلت الشبكة تفاصيل المؤتمر بدقة، وواكبت جلساته بوعي، وأسهمت في تعزيز الصورة الحضارية للعراق أمام الرأي العام العربي والدولي. إن هذا النجاح الإعلامي ليس تفصيلًا ثانويًا، بل هو أحد عناصر القوة الناعمة للدولة الحضارية الحديثة. وهذا ما حدث أيضًا أثناء رئاستي للشبكة في المرة السابقة، حين أشاد اتحاد الإذاعات العربية التابع لجامعة الدول العربية بتغطية الشبكة لأعمال المؤتمر. إن ما قامت به الحكومة العراقية وشبكة الإعلام من جهود مشهودة في تنظيم القمة وتغطيتها، يُعد إنجازًا وطنيًا يستحق الإشادة، ويبعث برسالة واضحة إلى الداخل والخارج: العراق يعود إلى مكانته الطبيعية، والعراقيون قادرون على إدارة شؤونهم بكفاءة، متى ما توفرت الإرادة والرؤية والإخلاص. من هنا، فإنني أقولها بصدق: لقد بيّضت حكومة السوداني وشبكة الإعلام وجه العراق في هذا المحفل العربي الكبير، ورفعتا من منسوب الثقة بقدرة العراق على أداء دور فعّال في محيطه العربي.