علي السومري - رسوم : علاء كاظم /
الموت لعنة الأحياء، لا الراحلين، هذا مايشعر به الجميع بعد فقدك أيها الشاعر العتيد. لم يكن وجودك في الحياة محض صدفة، يا من آمن بالناس فآمنوا به، كيف لا؟ وأنتَ صوتهم المعلن ضد الديكتاتورية وقهرها وظلمها وجورها، في بلاد كانت، بالنسبة لك، بلاد مابين القهرين: "يصليني هذا الوطن يصلي وأصيح إشاه! منبدله بالسما ولا نرهم بليّاه ومايوم لمنا بفرح ودم نبجي من فرگاه يالحارگين الوطن ارد أحترگ وياه!" عقود طوال كنت تبحث فيها عن جثمان ولدك الجميل عدي، شهيد المقابر الجماعية، كمن يبحث عن وطن ضيّع أبناءه، ولدك الذي ما زال بلا قبر، في وقت عشت فيه مثل قبر يبحث عن جثمان صاحبه: " ميّت آنه ولا خط يجي عن موتك سوده وحشتك يَولِدي حرموك من تابوتك مشجوله ذمته المرمرك لا تبري ذمته مروتك." حزين هو العراق، حزينة بغداد، حزينة مدينتك الأثيرة، الحلة، وأهلها الذين مازالوا حتى اللحظة يوقدون الشموع قرب تمثالك الوحيد في المدينة، تمثال يذكرنا على الدوام بأن صوت الناس لا يمحى من الذاكرة، وأن محبتهم كنزك المدفون في قلوبهم. ها نحن نلوح لك الآن، وندرك أن الموت لعنة الأحياء.. لا الأموات.