هل يتفوق الذكاء الاصطناعي على القدرات البشرية؟

إعداد وترجمة/ أحمد المولى كشفت توقعات باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي أن الأخير قد يغيّر المستقبل جذريًا بحلول عام 2027، وقد يتفوق على الذكاء البشري. ووفقًا لما نشرته مجلة (لوبوان) الفرنسية ومواقع إعلامية أخرى، فإن تقريرًا صدر مؤخرًا هذا العام، عن (مشروع مستقبل الذكاء الاصطناعي)، بقيادة الباحث السابق في شركة OpenAI، دانيال كوكوتايلو، ومشاركة عدد من الباحثين. تحول جذري يحمل التقرير عنوان (الذكاء الاصطناعي 2027)، ويتخيل سيناريو تؤدي فيه التطورات التكنولوجية السريعة إلى ذكاء اصطناعي يتجاوز القدرات البشرية في جميع المجالات. وشارك في التقرير خبراء مثل دانيال كوكوتايلو، المعروف بتوقعاته ذات الصلة، وإيلي ليفلاند وتوماس لارسن. ويجمع التقرير بين الدقة التحليلية والخيال الاستشرافي. ولا يدعي التقرير التنبؤ بالمستقبل على وجه اليقين، ولكنه يعد عام 2027 تاريخًا محتملًا لتحقيق تقدم حاسم، مع هامش خطأ لبضع سنوات. يتوقع الباحثون أن يكون تأثير الذكاء الفائق خلال العقد المقبل "هائلًا، متجاوزًا تأثير الثورة الصناعية." كما يتوقعون حدوث تغيير مهم في العام المقبل: "ستصبح عوامل الذكاء الاصطناعي مفيدة في الحياة اليومية، مثل طلب وجبة طعام أو إدارة الميزانية. ثم من المتوقع أن تتحسن (المساعدات الشخصية) الأولى المعززة بالذكاء الاصطناعي كل عام، لتصبح ذكاءً اصطناعيًا عامًا (AGI)، وقد يكون هذا الأخير قادرًا على الفهم والتعلم وتطبيق المعرفة في مجموعة واسعة من المهام على المستوى البشري." الذكاء الاصطناعي العام (AGI) هو نوع من الذكاء الاصطناعي يُتوقع أن يكون قادرًا على فهم وتعلم وتطبيق المعرفة في مجموعة واسعة من المهام، كما يفعل البشر. وهو قادر على التكيف مع مهام جديدة غير مبرمجة له مسبقًا، والتفكير النقدي، وحتى الإبداع. هذا يختلف عن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، التي تُعرف باسم الذكاء الاصطناعي الضيق (Narrow AI). سيصبح الوكلاء الاصطناعيون قادرين على البحث المستقل والتحسين الذاتي الأسي. وسيتمكنون من الامتثال لتوقعات المبتكرين مع تحسين أنفسهم لتحقيق هدف مختلف. هذا الخداع هو الأكثر إثارة للقلق. دماغ مفتوح ابتداءً من عام 2027، يُتوقع حدوث نقطة تحول كبرى، ستبدأ أنظمة الذكاء الاصطناعي في تصميم ذكاء اصطناعي جديد بنفسها. يتخيل التقرير شركة وهمية اسمها الدماغ المفتوح (OpenBrain) ، تقوم بتطوير وكلاء اصطناعيين قادرين على البرمجة بسرعة ودقة لا مثيل لهما، متفوقين بذلك على أكثر المبرمجين البشريين موهبة. يمكن أن تدفع قدرة التحسين الذاتي هذه الذكاء الاصطناعي إلى مستويات ذكاء لم يسبق لها مثيل. بحلول نهاية عام 2027، يمكن لهذه الأنظمة أن تتفوق على الذكاء البشري في مجالات متنوعة، مثل البحث الطبي، والهندسة، أو اتخاذ القرارات الستراتيجية، ما يضع الأسس لظهور الذكاء الاصطناعي العام (AGI) بحلول عام 2028. هذا السيناريو، وإن كان تخمينيًا، يستند إلى الاتجاهات الحالية وتحليلات الخبراء. سباق سياسي يسلط التقرير الضوء على منافسة شرسة بين القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة والصين، للسيطرة على تطوير الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من القيود التكنولوجية التي تواجهها الصين فإنها قد تسد الفجوة بالاستيلاء غير المشروع على التطورات الأجنبية، وفقًا للتوقعات، ومن المحتمل أن تدفع هذه المنافسة الدول إلى تفضيل السرعة على حساب الأمان، ما يزيد من فرص حدوث أخطاء حرجة في تصميم الذكاء الاصطناعي. من العقبات الكبرى التي أثارها التقرير، صعوبة التأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة تتصرف بما يتماشى مع القيم الإنسانية. وقد يُطوّر الذكاء الاصطناعي الفائق أهدافًا غير متوقعة، ما قد يخرج عن سيطرة مصمميه. والأسوأ من ذلك، قد يتواصل بطريقة مبهمة، مستخدمًا آليات داخلية غير مفهومة للبشر. دعوة إلى المسؤولية بعيدًا عن مجرد التنبؤات، يقدم تقرير (الذكاء الاصطناعي 2027) حلولًا ملموسة. ويدعو المؤلفون إلى تعزيز البحث في سلامة الذكاء الاصطناعي، وحماية أفضل للتقنيات من الهجمات السيبرانية، وإنشاء أطر دولية لتنظيم تطويرها. إضافةً الى تأهيل القادة لإدارة هذه السيناريوهات عالية المخاطر. لكن، بعيدًا عن التوقعات، تظل آفاق الذكاء الاصطناعي الفائق مهمة للغاية، مثل تسريع الاكتشافات العلمية، وتحسين الموارد، وتحسين جودة الحياة. وفي الوقت نفسه، يجب الانتباه إلى مخاطر فقدان السيطرة، أو سوء الاستخدام للذكاء الاصطناعي الفائق.