100%
إعداد وترجمة/ أحمد الهاشم
يُعدّ الوكيل الاصطناعي أو المساعد الافتراضي، أحد أكثر المبتكرات إثارة في مجال الذكاء الاصطناعي. لكن ما هذا (الوكيل) وما فوائده؟ إذا كنت قد استخدمت مساعدًا افتراضيًا، أو تحدثت مع روبوت خدمة الزبائن، أو تساءلت كيف تتخذ السيارات ذاتية القيادة قراراتها، فقد رأيت كيف يعمل الوكلاء الاصطناعيون.
ما الوكيل الاصطناعي؟
هو برنامج حاسوبي، أو نظام، يمكنه العمل باستقلالية لتحقيق أهداف محددة. يقوم بذلك من خلال استشعار بيئته، واتخاذ القرارات، والقيام بالإجراءات، وغالبًا من دون الحاجة إلى توجيه بشري مستمر. علينا أن ننظر إليه بوصفه مساعدًا ذكيًا لا يتبع التعليمات فحسب، بل يمكنه أيضًا معرفة ما يجب فعله بناءً على ما يحدث من حوله.
يأتي المساعد الافتراضي في أشكال عديدة، من البسيطة التي تتبع قواعد أساسية (مثل منظم الحرارة الذي يعمل عندما يصبح الجو بارداً)، إلى المساعدين المتقدمين الذين يتعلمون ويتكيفون مع مرور الوقت، مثل المساعد الذي يشغِّل روبوتات المحادثة، والسيارات الذاتية القيادة، أو حتى البرامج التي تدير العمليات التجارية.
كيف يعمل؟
يتميز الوكيل الاصطناعي بخصائص رئيسة عدة، منها الاستقلالية، ففي وسعه اتخاذ القرارات والتصرف من دون الحاجة إلى سيطرة بشرية مستمرة. ومن خصائصه أيضًا التفاعلية، فالمساعد الافتراضي يلاحظ التغييرات في بيئته ويستجيب لها بسرعة. إضافة الى أنه يمتلك حس المبادرة، فالمساعد الافتراضي لا ينتظر التعليمات فقط - بل يأخذ زمام المبادرة لتحقيق أهدافه، ويتصف أيضًا بالقدرة على التعلّم، فهو يُحسِّن أداءه بمرور الوقت من خلال التعلم من البيانات والتجارب الجديدة.
يقول بيل غيتس: "المساعدون الافتراضيون أكثر ذكاءً، فهم استباقيون وقادرون على تقديم اقتراحات قبل أن تطلبها، وينجزون المهام عبر التطبيقات المختلفة، ويتحسنون بمرور الوقت، لأنهم يتذكرون أنشطتك ويتعرّفون على مقاصدك والأنماط في سلوكك."
دور المساعد
يقوم المساعدون الافتراضيون بالفعل بتغيير طريقة عملنا وتسوقنا وحصولنا على المساعدة. فيما يلي بعض الأدوار الشائعة التي يقومون بها:
خدمة الزبائن: تجيب روبوتات الدردشة والمساعدون الافتراضيون على الأسئلة على مدار الساعة، ويحلّون المشكلات، وحتى يعرضون القضايا المعقدة على البشر عند الحاجة.
الأتمتة: التعامل مع المهام المتكررة مثل إدخال البيانات والجدولة أو إدارة رسائل البريد الإلكتروني، ما يتيح للأشخاص التركيز على العمل الأكثر إبداعًا أو أهمية.
دعم القرار: في وسع الوكلاء الاصطناعيين تحليل كميات هائلة من البيانات لتقديم الرؤى والتوصيات، ما يساعد الشركات والأفراد على اتخاذ خيارات أكثر ذكاءً.
التخصيص: يتعلَّم المساعد الافتراضي تفضيلاتك وعاداتك، ويقدم اقتراحات مخصصة، مثل توصية المنتجات التي قد تعجبك أو تذكيرك بالمواعيد النهائية المهمة.
فوائد للمستخدمين
من بين الفوائد الرئيسة للمساعد الافتراضي مساعدة الأشخاص والشركات على إنجاز المزيد في وقت أقل، وتوفير التكاليف، فالعمل الأقل يعني تكاليف أقل وأخطاء أقل. كما يقدم الوكلاء الاصطناعيون مساعدة فورية ودقيقة على مدار الساعة. وعلى عكس البشر، في وسع المساعد الافتراضي التعامل مع آلاف الطلبات في وقت واحد، ما يجعله مثاليًا للشركات النامية. إضافة إلى أن المساعدين الافتراضيين لا يشعرون بالتعب أو التشتت. مع تطور التكنولوجيا، في مقدور الوكلاء الاصطناعيين تعلم مهارات جديدة والتكيف مع الاحتياجات المتغيرة، ما يساعد العاملين في سوق التجارة والاعمال على البقاء في دائرة المنافسة.
يتنبأ (ساتيا ناديلا)، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت: "سيصبح الوكلاء الاصطناعيون الطريقة الأساسية التي نتفاعل بها مع أجهزة الكمبيوتر في المستقبل. سيكونون قادرين على فهم احتياجاتنا وتفضيلاتنا، والمساعدة بشكل استباقي في المهام واتخاذ القرارات."
يتفق الخبراء على أن الوكلاء الاصطناعيين سيغيرون طريقة استخدامنا للتكنولوجيا. كما يقول بيل غيتس: "لن يغير الوكلاء طريقة تفاعل الجميع مع أجهزة الكمبيوتر فحسب. بل سيقلبون صناعة البرمجيات رأسًا على عقب، ما يؤدي إلى أكبر ثورة في الحوسبة منذ أن انتقلنا من كتابة الأوامر إلى النقر على الأيقونات. لن يقدم المساعدون الافتراضيون التوصيات فحسب؛ بل سيساعدونك على تنفيذها."
باختصار، الوكلاء الاصطناعيون هم بمثابة مساعدين رقميين يمكنهم التفكير والتعلم والتصرف بشكل مستقل. إنهم يجعلون حياتنا أسهل، وأعمالنا أكثر كفاءة، ويفتحون إمكانيات جديدة للمستقبل. سواء أدركت ذلك أم لا، فإن الوكلاء الاصطناعيين موجودون بالفعل، وهم يزدادون ذكاءً باستمرار.