100%
حليم سلمان
بين قمة بغداد العربية ومؤتمر الإعلام العربي، ثمة امتداد حي وروحي، شكلّ رسالة مشرقة بأن العراق عاد ليأخذ مكانه الطبيعي في قلب العالم العربي، وأن عقد مؤتمر الإعلام اليوم، يتجسد بأن بغداد لا تستعيد دورها في السياسة فقط، بل أيضًا في صناعة الوعي والتأثير في الرأي العام العربي.
ففي الوقت الذي تناولت فيه القمة العربية القضايا التي تمس الشعوب العربية، بتشكيلات السياسة، والاقتصاد، والأمن، والتنمية، خاطب مؤتمر الإعلام العربي العقول والضمائر، وصاغ اللغة التي تربط بين الحاكم والمحكوم، وبين النخبة والشعوب، لبلورة فكرة أن الإعلامي العربي أصبح السفير الثاني بعد الدبلوماسي، حاضرًا وفاعلًا وقادرًا على صناعة الحدث.
جمعت القمة العربية في بغداد القادة العرب والضيوف، والفعاليات الاقتصادية والتنموية، واكتمل هذا الجمع في مؤتمر النخب الإعلامية والفكرية العربية والدولية، ما يعكس صورة جديدة لبغداد، قوامها الحوار، والوعي، والقدرة على تشكيل مستقبل عربي مشترك.
في القمة السياسية العربية، رسّخ العراق عنوان السيادة والثقل العربي والدولي. وفي مؤتمر الإعلام، أكدت عاصمة السلام قدرتها على التأثير في تنويع الخطاب العربي، والدفاع عن الهوية، ومحاربة التضليل الإعلامي، وجعل المؤتمر استكمالًا فعالًا لمسيرة العراق نحو الريادة العربية المستدامة والشاملة.
مؤتمر الإعلام العربي الرابع ليس مجرد حدث مهني، بل تحديات إعلامية متزايدة تتقاطع مع الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وتكثيف لرسالة مفادها أن العراق، بما يمتلكه من عمق حضاري وتجربة متجددة في إدارة الأزمات، قادر اليوم على استضافة نقاشات مفصلية حول مستقبل الإعلام في المنطقة.