100%
إعداد وترجمة/ أحمد الهاشم
مع النمو المتسارع في توليد المعطيات والمعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت إدارة تلك الوسائل باستخدام الذكاء الاصطناعي عاملًا محوريًا في مجال التواصل. تعمل وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي الحالي كمنصة ممتازة للشركات والشخصيات للتواصل والمشاركة وترويج منتجاتهم وأفكارهم للجمهور العالمي.
يبدو أن الذكاء الاصطناعي يغير مشهد إنشاء المحتوى وتحليله، ويسهم بدور كبير في تعزيز وتحويل الطريقة التي يتواصل بها المنتجون مع زبائنهم وتحليل البيانات، وتحسين المحتوى.
روبوتات المحادثة
لقد غيرت روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي المعادلة في تقديم خدمة العملاء في عالم وسائل التواصل الاجتماعي. من خلال معالجة اللغة الطبيعية، تقوم هذه الروبوتات بمهام، مثل فهم استفسارات المستخدمين والرد عليها، وتقديم معلومات المنتج، أو حتى معالجة المعاملات. تعمل هذه الروبوتات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ما يحسن وقت الاستجابة ورضا العملاء، مع تخفيف عبء العمل عن فريق الدعم البشري. على المدى الطويل، يعني ذلك توفير التكاليف للشركات وتحسين الاحتفاظ بالعملاء.
تحليل المشاعر
تتتبع أدوات الذكاء الاصطناعي المحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يتيح تحليلات فورية ودقيقة للمشاعر العامة حول علامة تجارية، أو أي موضوع محدد. وتحدد خوارزميات تحليل المشاعر ما إذا كانت تعليقات ومنشورات المستخدمين إيجابية أو سلبية أو محايدة في مشاعرها. هكذا يمكن للمؤسسات تتبع سمعة علامتها التجارية وإنشاء نظام للكشف المبكر عن الأزمات والحلول السريعة لتعليقات الزبائن. إضافة إلى ذلك، يجري استخدام هذه المعلومات لتكييف ستراتيجيات التسويق مع الإدراك العام واتجاهات المشاعر.
تحسين المحتوى
يساعد الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى وتحسينه على وسائل التواصل الاجتماعي. ففي مقدور الذكاء الاصطناعي تقديم اقتراحات للمواضيع الرائجة، وأوقات النشر المثلى، أو حتى ابتكار صور جذابة أو تعليقات توضيحية. على سبيل المثال، يقدم Canva اقتراحات لعناصر التصميم من خلال الذكاء الاصطناعي، ويستخدم HubSpot البيانات للتنبؤ بأنواع المحتوى التي قد تؤدي أداءً جيدًا مع جمهور معين. تمنح الأتمتة المسوقين تحررًا أكبر من اجل التركيز على الستراتيجية والإبداع، بدلًا من المهام الروتينية.
إدارة الإعلانات
تعمل الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحسين حملات الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال استهداف شرائح معينة من السكان، والتنبؤ بسلوك المستهلك، وتغيير مواضع الإعلانات على مدار الساعة. فإذا كان المستخدم يبحث مؤخرًا عن "أحذية رياضية" وزار العديد من مواقع بيع الأحذية، فإن الذكاء الاصطناعي يزيد من احتمالية عرض إعلانات لأحذية رياضية لهذا المستخدم، لأنه يُعتبر شخصًا مهتمًا بالشراء.
في الأساس، تعتمد منصات الإعلان في غوغل وفيسبوك على الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط سلوك المستخدم لتقديم إعلانات ذات احتمالية تحويل أفضل. وتعني كلمة "التحويل" إتمام الإجراء المطلوب من قبل المعلِن عندما يتفاعل المستخدم مع الإعلان، مثل النقر للشراء او التنزيل او تعبئة نموذج، أي أن يقوم المستخدم بملء نموذج لطلب معلومات أو عرض سعر، او إضافة منتج إلى سلة التسوق، أو إجراء مكالمة، أو زيارة صفحة معينة، أي أن يقوم المستخدم بالنقر على الإعلان والوصول إلى صفحة محددة على موقع الويب.
سلوك المستخدمين
لنأخذ مثالًا عمليًا على ذلك: شركة تبيع ملابس رياضية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل معطيات زبائنها الحاليين، مثل (سجل الشراء، الاهتمامات التي جرى التعبير عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، المواقع التي يزورونها). بناءً على هذا التحليل، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد شرائح الزبائن الأكثر احتمالًا لشراء منتجات جديدة. بدلًا من عرض إعلانات عامة، ما يقلل من الإنفاق على جمهور غير مهتم.
مثال على ذلك: شركة منتجات غذائية تراقب المحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بمنتجاتها ومنافسيها، باستخدام أدوات تحليل المشاعر المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للشركة تتبع التغيرات في آراء المستهلكين واتجاهاتهم. فقد يكتشف النظام زيادة في الحديث عن ميزة معينة في منتج منافس، أو ظهور اهتمام جديد بمكون طبيعي معين، إذ يمكن للشركة استخدام هذه الرؤى لتطوير منتجات جديدة أو تعديل ستراتيجياتها التسويقية للاستفادة من هذه الاتجاهات.
سيستمر دور الذكاء الاصطناعي في التزايد بخصوص إدارة وسائل التواصل الاجتماعي، ما يزيد من زخم الابتكار والكفاءة.